واعْلَمْ: أَنَّ دِلالةَ هذا الأَثَرِ على الترجمة المذكورة في هذه النسخة ظاهرةٌ؛ لأنه دلَّ عليها بمنطوقه، وأمَّا دلالتُه على الترجمة السابقة المذكورة في أكثر نسخ المتن والشُّرَّاحٍ .. فغَيرُ ظاهرة، كما أَنَّ أَثَرَ ابنِ مسعودِ الآتيَ لا يَدُلُّ عليها، فقد ظَهَرَ ممَّا ذَكَرْنَا أَنَّ ترجمةَ هذَينِ الأَثَرَينِ محذوفةٌ في أكثرِ النُّسَخِ، فتَدَبَّرْ.
ثُمَّ ذَكَرَ المؤلِّفُ رحمه الله تعالى أَثَرَ ابنِ مسعودٍ استدلالًا على الجزء الأخير من الترجمة المذكورة في نسختها فقال:
[١٤](وحدَّثَنِي أبو الطَّاهِرِ) أحمدُ بن عَمْرِو بنِ سَرْح الأمويُّ المصريُّ (وحَرْمَلَةُ بن يحيى) بنِ عبد الله بن حَرْمَلة بن عمران التُّجِيبي أبو حفص المِصْريُّ، صاحبُ الشافعيِّ وتلميذُه.
روى عن ابنِ وَهْبِ نَحوَ مئةِ ألف حديثٍ ومُؤمَّلِ بنِ إِسماعيل.
ويروي عنه (م س ق) وحفيدُه أحمدُ بن طاهر والحَسَن بن سفيان وغيرُهم.
وقال في "التقريب": صدوقٌ، من الحادية عشرة، مات سنة ثلاثٍ أو أربعٍ وأربعين ومائتين.
(قالا) أي: قال أحمدُ بن عَمْرٍو وحرملةُ بن يحيى: (أنا) أي: أخبرنا عبدُ اللهِ (ابنُ وَهْبِ) بن مُسلم القُرَشي الفِهْري مولاهم، المِصْري، أَحَدُ الأئمَّة الأعلام (قال: أخبرني يونسُ) بن يَزِيد بن أبي النِّجَاد -بكسر النون- الأيلي -بفتح الهمزة وسكون التحتية بعدها لام- أبو يَزِيد الأموي مولى معاوية بن أبي سفيان، وفي (يونس) سِتُّ لُغَاتٍ: ضمُّ النونِ وكَسْرُها وفتحُها مع الهَمْزِ وتَرْكِه، وكذلك في (يوسف) اللغات الستُّ (١).
روى عن عكرمة والقاسم ونافع وهشام بن عُرْوة وغيرِهم، ويروي عنه (ع)