هو ذلك الواحد فسكَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم خوفهم وطيب قلوبهم (فقال) لهم (أبشروا) أي كونوا في بشارة من الله تعالى ولا تهتموا لذلك (فإن مِنْ يأجوج ومأجوج ألفًا ومنكم رجل) يعني بالألف هنا التسعمائة والتسعة والتسعين المتقدمة الذكر و"يأجوج ومأجوج" خلق كفار وراء سد ذي القرنين كما يدل على كفرهم هذا الحديث وقد استوفينا الكلام عليهما في تفسيرنا بما لا مزيد عليه فراجعه، والمراد بهم في هذا الحديث هم ومن كان على كفرهم أي كل من كفر بالله تعالى كما أن المراد بقوله "منكم" أصحابه ومن كان على إيمانهم أي كل من آمن بالله تعالى لأن مقصود هذا الحديث الإخبار بقلة أهل الجنة من هذه الأمة بالنسبة إلى كثرة أهل النار من غيرها من الأمم ألا ترى أن قوله صلى الله عليه وسلم "إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو كالرقمة في ذراع الحمار" يدل على ذلك المقصود والله أعلم، وأما نسبة هذه الأمة إلى من يدخل الجنة من الأمم فهذه الأمة شطر أهل الجنة كما نص عليه. اهـ.
(قال) أبو سعيد الخدري (ثم قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده إني لأطمع) وأرجو (أن تكونوا ربع أهل الجنة فحمدنا الله) سبحانه وتعالى وشكرناه على هذه البشارة العظيمة (وكبَّرْنا) الله سبحانه تعجبًا من هذه البشارة (ثم قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده إني لأطمع) وأرجو (أن تكونوا ثلث أهل الجنة فحمدنا الله وكبرنا، ثم قال: والذي نفسي بيده إني لأطمع) وأرجو (أن تكونوا شطر أهل الجنة) ونصفهم، وهذه الطَّمَاعِيَة قد حُقِّقَتْ له بقوله تعالى {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (٥)} وبقوله "إنا سنرضيك في أمتك" كما تقدم، لكن عَلَّقَ هذه البشرى على الطمع أدبًا مع الحضرة الإلهية ووقوفًا مع أحكام العبودية (إن مثلكم) وصفتكم (في الأمم) السابقة (كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود) في القِلَّةِ (أو) قال النبي صلى الله عليه وسلم أو الراوي والشك منه أو ممن دونه (كالرقمة في ذراع الحمار) ويده