للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال أبو مروان الطُبْنِيُّ (١): كان من شيوخي مَنْ يُفَضِّلُ كتابَ مسلمٍ على كتاب البخاري.

وقال مَسْلَمة بن القاسم في "تاريخه": مسلم جليلُ القَدْرِ، ثقةٌ من أئمَّةِ المُحَدِّثين، وذَكَرَ كتابَهُ "الصحيحَ" فقال: لم يَضَعْ أَحَدٌ مِثْلَهُ.

وقال أبو حامد بن الشَّرْقِيّ: سَمِعْتُ مسلمًا يقول: ما وَضَعْتُ شيئًا في هذا المسند إِلَّا بحُجَّةٍ، وما أسقطتُ منهُ إِلَّا بحُجَّةٍ.

وقال ابنُ سفيان: قال مسلمٌ: ليس كُلُّ الصحيحِ وَضَعْتُ هنا، إِنَّما وَضَعْتُ ما أجمعوا عليهِ.

وقال مسلمٌ: ولقد عَرَضْتُ كتابي هذا على أبي زُرْعة الرازيِّ فكُلُّ ما أشارَ عليَّ أَنَّ لهُ عِلَّةً .. تَرَكْتهُ، وما قال: هو صحيحٌ ليسَ له عِلَّةٌ .. أَخْرَجْتُه (٢).


= صحيح مسلم قال: (لم يَضَعْ أحدٌ مِثْلَهُ) فهذا محمولٌ على حُسْنِ الوضع وجودة الترتيب، وقد رأيتُ كثيرًا من المغاربة ممَّن صَنَّف في الأحكام بحذف الأسانيد كعبد الحق في "أحكامه" و"جَمْعِه" يعتمدون على كتاب مسلم في نَقْلِ المتونِ وسياقِها دون البخاري؛ لوجودِها عند مسلمٍ تامَّةً وتقطيع البخاري لها، فهذه جهةٌ أخرى من التفضيل لا تَرْجِعُ إِلى ما يتعلق بنفس الصحيح، والله أعَلم. "هدي الساري" (ص ١٢ - ١٣). وانظر في ذلك: "صيانة صحيح مسلم" (ص ٦٧)، و"شرح صحيح مسلم" (١/ ١٤). و"شرح البخاري" (ص ٧) وكلاهما للنووي، و"تحفة الأخباري" لابن ناصر الدين (ص ١٩٥ - ٢٠٠)، و"عمدة القارئ والسامع" للسخاوي (ص ٤٨ - ٥٢)، و"الإِمام مسلم بن الحجاج ومنهجه في الصحيح" (٢/ ٥٦٢ و ٥٧٨).
(١) هو عبد الملك بن زِيَادة الله بن علي، أبو مروان الطُبْنِيُّ، من أهل بيت جلالة ورئاسة، وكانتْ له عنايةٌ تامَّةٌ في تقييد العلم والحديث، توفي سنة سبع وخمسين وأربعمائة. والطُبْنِيُّ: نِسْبة إِلى طُبْنَة، وهي بلدةٌ في طرف إِفريقية ممَّا يلي المغرب على ضفة الزاب، وهي بضمِّ الطاء المهملة، ثم موحدة ساكنة، ثم نون مفتوحة، ثم هاء. انظر ترجمته في: "جذوة المقتبس" (ص ٢٨٤)، و"الصلة" لابن بشكوال (٢/ ٣٦٠)، و"معجم البلدان" (٤/ ٢١)، و"تكملة الإِكمال" لابن نقطة (٣/ ٥٠) (زيادة)، و (٤/ ٦٨) (الطبني)، و"توضيح المشتبه" (٦/ ٤١)، و"تبصير المنتبه" (٣/ ٨٧٩)، و"هدي الساري" (ص ١٢)، ووقع في "المفهم" للقرطبي (١/ ١٠٠): (الطِّيبي) فليُصحح.
(٢) انظر هذه الأقوال في "إِكمال المُعْلِم بفوائد مسلم" للقاضي عياض (١/ ٧٩ - ٨١)، و"المُفْهِم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" للقرطبي (١/ ١٠٠ - ١٠١)، و"تقييد =

<<  <  ج: ص:  >  >>