انفرد به ولم يَحْكه عن النَّبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم فعلًا وإنما استنبطه من قوله صَلَّى الله عليه وسلم "إنتم الغر المحجلون" ومن قوله (تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ منه الوضوء" قال القاضي عياض: والنّاس مجمعون على خلاف هذا وأن لا يُتَعَدَّى بالوضوء حدوده لقوله صَلَّى الله عليه وسلم "فمن زاد فقد تعدى وظلم" رواه ابن ماجة من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما [٤٢٢] والإشراع المروي عن النَّبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة هو محمول على استيعاب المرفقين والكعبين بالغسل، وعبَّر عن ذلك بالإشراع في العضد والساق لأنهما مباديهما، وتطويل الغرةِ والتحجيل إنَّما يكون بالمواظبة على الوضوء لكل صلاة وإدامته فتطول غرته بتقوية فور وجهه وتحجيله بتضاعف نور أعضائه هذا آخر كلام القاضي. وقد مر الجواب عن استدلاله قريبًا (ثم) غسل (يده اليسرى حتَّى أشرع) وأدخل الغسل (في العضد) منها (ثم مسح رأسه ثم غسل رجله اليمنى حتَّى أشرع) وأدخل الغسل (في الساق) منها (ثم غسل رجله اليسرى حتَّى أشرع) وأدخل الغسل (في الساق) منها (ثم قال) أبو هريرة (هكذا) أي مثل وضوئي هذا (رأيت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يتوضّأ).
(وقال) أبو هريرة أيضًا (قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أنتم) أيتها الأمة (الغر) أي بِيضُ الوجوه (المحجلون) أي بيض الأيدي والأرجل (يوم القيامة من) أجل (إسباغ الوضوء) وإكماله (فمن استطاع) وقدر (منكم) أن يطيل غرته وتحجيله (فليُطِل غرته) بإسباغ غسل الوجه (وتحجيله) بإسباغ غسل اليدين والرجلين، قال النواوي: قال أهل اللغة: الغرة بياض في جبهة الفرس والتحجيل بياض في يديها ورجليها، قال العلماء: سُمِّيَ النور الذي يكون على مواضع الوضوء يوم القيامة غرة وتحجيلًا تشبيهًا بغرة الفرس. اهـ.
وفي المفهم: وأصل الغرة لمعة بيضاء في جبهة الفرس تزيد على قدر الدرهم،