(لهو) أي لحوضي (أشد) أي أبلغ وأزيد (بياضًا من الثلج) أي الماء المتجمد وكونه أشد بياضًا من الثلج حقيقة لأنَّ البياض مقول بالتفاوت كما في كتب المقولات (وأحلى) أي أزكى وأزيد حلاوة (من العسل) المخلوط (باللبن) لأنَّ العسل وحده أحلى منه مع اللبن (ولآنيته) أي ولكيزانه التي يشرب بها منه جمع إناء كآلهة في جمع إله، وفي المصباح: والإناء والآنية كالوعاء والأوعية وزنًا ومعنى، والأواني جمع آنية فهو جمع الجمع والشافعية تُتَرْجِم بباب الآنية، والمالكية بباب الأواني ومفادهما واحد (أكثر من عدد النجوم) في السماء وهذا كناية عن كثرتها ويحتمل كونه حقيقة فإن (قلت) لا يحتملها لأنَّها من الكثرة والكبر بحيث لا تسعها ضَفَّاتُه (قلت) التشبيه في العَدد لا في العُدد والجِرم، أو يقال إن ما يشرب به منها يذهب ويخْلَق غيره، أو أنَّها تكون بأيدي الملائكة عليهم السَّلام والله سبحانه وتعالى أعلم. اهـ إكمال. واللام في قوله (ولآنيته) لام الابتداء كهي في قوله (لهو)(وإني لأصد) وأمنع وأطرد (النَّاس) غير أمتي (عنه) أي عن حوضي لئلا يزدحموا على أمتي كما يصد) ويطرد ويمنع (الرجل) صاحب الإبل (إبل النَّاس عن حوضه) الذي هيأه لإبله لئلا تزدحم على إبله. وعبارة المفهم هنا: قوله (وإني لأصد النَّاس) أي لأمنع وأطرد النَّاس بمعنى أنَّه يأمر بذلك، والمطرودون هنا الذين لا سيماء لهم من غير هذه الأمة، ويحتمل أن يكون هذا الصَّلاة هو الذود الذي قال فيه في الحديث الآخر "إنِّي لأذود النَّاس عن حوضي بعصاي لأهل اليمن" مبالغةً في إكرامهم يعني به السُّبَّاق للإسلام من أهل اليمن، والله أعلم.
وقوله (كما يصد الرجل إبل النَّاس عن حوضه) وفي رواية أخرى "الإبل الغريبة" وهذا كقوله "كما يذاد البعير الضَّال" ووجه التشبيه أن أصحاب الإبل إذا وردوا المياه بإبلهم ازدحمت الإبل عند الورود سيكون فيها الضال والغريب وكل واحد من أصحاب الإبل يدفعه عن إبله حتَّى تشرب إبله فيكثر ضاربوه ودافعوه حتَّى لقد صار هذا مثلًا شائعًا، قال الحجاج لأهل العراق (لأحزمنكم حزم السِلْمَةِ ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل) اهـ.
(قالوا) أي قال الحاضرون عند رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم