(يا رسول الله أتعرفنا) أي هل تعرفنا (يومئذٍ) أي يوم إذ وردنا عليك على الحوض (قال) رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم (نعم) حرف جواب وتصديق في الإثبات أي نعم أعرفكم من بين النَّاس لأنَّ (لكم سيما) أي علامة (ليست لأحد من الأمم) غبركم لأنكم (تردون عليّ) على الحوض حالة كونكم (غرًا) جمع أغر أي بيض الوجوه (محجلين) أي بيض الأيدي والأرجل (من أثر) ماء (الوضوء) قوله (سيما) والسيماء العلامة يمد ويهمز ويقصر ويترك همزه كما في القرآن الكريم لغتان فيه ويقال فيه السيمياء بياء بعد الميم مع المد، وهذا نص في أن الغرة والتحجيل من خواص هذه الأمة ولا يعارضه قوله صَلَّى الله عليه وسلم "هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي" رواه البيهقي في السنن الكبرى [١/ ٨٠] من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، لأنَّ الخصوصية بالغرة والتحجيل لا بالوضوء وهما من الله تفضُّلٌ يختص به من يشاء. اهـ من المفهم.
وعبارة النواوي هنا: وقد استدل جماعة من أهل العلم بهذا الحديث على أن الوضوء من خصائص هذه الأمة، وقال آخرون: ليس الوضوء مختصًا وإنَّما الذي اختصت به هذه الأمة الغرة والتحجيل واحتجوا بحديث "هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي" وأجاب الأولون عن هذا الحديث بجوابين: أحدهما أنه حديث ضعيف، والثاني لو صح احتمل أن يكون الأنبياء اختصت بالوضوء دون أممهم إلَّا هذه الأمة والله أعلم اهـ. وهذا الحديث انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
٤٧٨ - (٠٠)(٠٠)(٠٠)(وحدثنا أبو كريب) محمَّد بن العلاء الهمداني الكوفيّ ثقة من (١٠) مات سنة (٢٤٨) روى عنه في (١٠) أيوب (وواصل بن عبد الأعلى) بن واصل التميمي الأسدي أبو القاسم الكوفيّ، روى عن محمَّد بن فضيل في الوضوء وأبي بكر بن عياش ووكيع وأسباط بن محمَّد ويحيى بن آدم وغيرهم، ويروي عنه (م عم) وأبو حاتم وأبو زرعة وبقي بن مخلد وآخرون وثقه النَّسائيّ، وقال في التقريب: ثقة من العاشرة مات سنة (٢٤٤) أربع وأربعين ومائتين، وفائدة هذه المقارنة بيان كثرة طرقه،