يكون ابتداء النَّبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم عند دخول بيته بالسواك لأنَّه كان يبدأ بصلاة النافلة فقلما كان يتنفَّلُ في المسجد. اهـ.
قال الأبي: وقيل لأنَّ الغالب أنَّه لا يتكلم بالطريق والسكوت يُغَيِّر رائحة الفم فكان يستاك ليزيل ذلك، وفعله هذا تعليم للأمة وهو صَلَّى الله عليه وسلم المنزّه المبرّأ أن يلحقه شيء من ذلك، فمن سكت ثم أراد أن يتكلم مع صاحبه فليستك لئلا يتأذى صاحبه برائحة فيه. والله أعلم.
وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته أحمد [٦/ ٤١] وأبو داود [٥١ و ٥٦ و ٥٧] والنَّسائيُّ [١/ ١٧]. ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال:
٤٨٧ - (٠٠)(٠٠)(٠٠)(وحدثني أبو بكر) محمَّد بن أحمد (بن نافع العبدي) البصري صدوق من (١٠) مشهور بكنيته مات سنة (٢٤٠) روى عنه في (٩) أبواب، قال (حدَّثنا عبد الرحمن) بن مهدي بن حسَّان الأزدي مولاهم أبو سعيد البصري الإمام العلم ثقة ثبت من (٩) مات سنة (١٩٨) بالبصرة، روى عنه في (١٤) بابًا تقريبًا (عن سفيان) بن سعيد بن مسروق الثوري أبي عبد الله الكوفيّ ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة من (٧) وكان ربَّما دلس مات سنة (١٦١) روى عنه في (٢٤) بابا (عن المقدام بن شريح) بن هانى بن يزيد الحارثي الكوفيّ (عن أبيه) شريح بن هانئ الكوفيّ (عن عائشة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من سداسياته رجاله ثلاثة منهم كوفيون واثنان بصريان وواحد مدني، وغرضه بسوقه بيان متابعة سفيان الثوري لمسعر بن كدام في رواية هذا الحديث عن المقدام بن شريح، وفائدتها بيان كثرة طرقه، وكرر متن الحديث لما فيه من بعض المخالفة للرواية الأولى (إنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك) فيه بيان فضيلة السواك في جميع الأوقات وشدة الاهتمام به وتكراره.
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي هريرة رضي الله عنه بحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فقال: