سليمان بن مهران الكوفي (عن شقيق) بن سلمة الأصليّ أبي وائل الكوفي ثقة مخضرم مات في خلافة عمر بن عبد العزيز وله (١٠٠) ماثة سنة، روى عنه في (٩) أبواب (عن حذيفة) بن اليمان العبسي الكوفي الصحابي الجليل روى عنه في (٥) أبواب وهذا السند من خماسياته رجاله كلهم كوفيون إلا يحيى بن يحيى فإنه نيسابوري (قال) حذيفة كنت مع النبي على الله عليه وسلم فانتهى) أي وصل النبي صلى الله عليه وسلم (إلى سُبَاطة قوم) من الأنصار أي مجتمع قمامتهم (فبال قائمًا فتنحيت) أي تباعدت وتجنبت عنه صلى الله عليه وسلم (فقال) صلى الله عليه وسلم (اُدنُهْ) مني أي تقرب مني لتكون سترة لي عن أعين الناس، وهو فعل أمر من دنا يدنو والهاء للسكت كما سيأتي (فدنوت) منه وتقربت إليه (حتى قمت عند عقبيه) تثنية عقب وهو مؤخر القدم (فـ) استنجى و (توضأ) أي غسل وجهه ويديه (فمسح على خفيه) بدلا عن غسل الرجلين، وقوله (إلى سباطة قوم) والسباطة بضم السين هي المزبلة، قال ابن الأثير: وإضافتها إلى القوم إضافة تخصيص لا ملك لأنها كانت مواتًا مباحة. اهـ. واستدل بها على كون ذلك المسح في الحضر كما هو الظاهر في رواية التماشي الآتية وقيل السباطة هي ملقى القمامة والتراب ونحوهما تكون بفناء الدور مرفقا لأهلها ويكون ذلك غالبًا سهلًا منثالًا يَحُذُّ فيه البول ولا يرتد على البائل، وأما سبب بوله صلى الله عليه وسلم قائمًا فقيل لأن العرب تستشفي لوجع الصلب بالبول قائما، وقيل لأنه كان بمأبضه وجع والمأبض بهمزة ساكنة بعد الميم ثم باء موحدة ثم ضاد معجمة باطن الركبة، وقيل لأنه لم يجد مكانًا يصلح للقعود فاضطر إلى القيام لكون الطرف الذي من السباطة عاليًا مرتفعًا، وقيل إنما بال قائمًا لكونها حالة يُؤمَنُ فيها خروج الحدث من السبيل الآخر في الغالب بخلاف حالة القعود ولذلك قال عمر: البول قائما أحصن للدبر، وقيل فعله لبيان الجواز في هذه المرة وكانت عادته المستمرة أن يبول قاعدًا ويدل عليه حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت:"من حدثكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبول قائمًا فلا تصدقوا ما كان يبول إلا قاعدًا" رواه أحمد والترمذي والنسائي وآخرون بإسناد جيد، وقد روي