قلتُ: وَجْهُ المناسبةِ فيه أنه خاف أنْ يُزَادَ عليه، أو يُنْقَصَ منه، فلم يَرَ أمينًا لحَمْلِ الحَقِّ على وجهه:"ولا تؤتوا الحكمةَ غيرَ أهلِها فتظلموها"، وإذا قال هذا ابنُ عَبَّاسٍ رضي الله تعالى عنهما في ذلك الزمان العظيم البركة .. فكيف حالُ هذا الزمان الذي فاض فيه على البسيطة عُبَابُ الشرِّ وأهلُه؟ ! والله المستعان، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلا بالله) اهـ (١).
ثم ذكر المؤلِّفُ رحمه الله تعالى المتابعة في أثَر ابنِ عَبَّاسٍ رحمهما الله تعالى فقال:[٢٠](وَحَدَّثَني مُحَمَّدُ بن رافعٍ) القُشَيرِيُّ أبو عبد الله النيسابوريُّ، ثقةٌ عابدٌ، من الحادية عشرة، مات سنة خمسٍ وأربعين ومائتين.
قال:(حَدَّثَنَا عبدُ الرزَّاقِ) بن هَمَّام بن نافع الحِمْيَرِيُّ الصَّنْعانيُّ، أحدُ الأئمّة الأعلام، من التاسعة، مات سنة إِحدى عشرة ومائتين عن خمس وثمانين سنة.
قال:(أخبرنا) وفي بعض النسخ: (أنبأنا) فهو بمعنى أخبرنا كما مَرَّ.
(مَعْمَرٌ) هو ابنُ راشد الأَزْدي أبو عُرْوة البصريُّ نزيلُ اليمن، أحدُ الأئمة الأعلام، من كبار السابعة، مات سنة أربعٍ وخمسين ومائة، وله ثمان وخمسون سنة.
(عن) عبد اللهِ (بنِ طاوسِ) بن كَيسان اليمانيِّ أبي محمد، ثقة فاضل، من السادسة، مات سنة اثْنتَين وثلاثين ومائة.
(عن أبيه) طاوسِ بنِ كَيسان اليمانيِّ أبي عبد الرحمن الحِمْيَرِيّ مولاهم، الفارسي، ثقة فقيه فاضل، من الثالثة، مات سنة ست ومائة، وقيل: بعد ذلك.
وهذا السَّنَدُ من خُماسياته؛ ففيه رواية نيسابوري عن صَنْعاني عن بصري عن يماني عن يماني، كما مَرَّ هذا السَّنَدُ بعَينِه في أثَر عبد الله بن عَمْرو بن العاص رضي الله عنهما.
(عن) عبد اللهِ (بنِ عَبَّاسِ) بن عبد المطلب أبي العبَّاس المكي ثم المدني ثم