للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَشَقَّهُ بِاثْنَينِ، ثُمَّ غَرَسَ عَلَى هَذَا وَاحِدًا، وَعَلَى هَذَا وَاحِدًا، ثُمَّ قَال: "لَعَلهُ أن يُخَفَّفَ عَنْهُمَا، مَا لَمْ يَيبَسَا".

٥٧٣ - (٠٠) (٠٠) (٠٠) (حَدَّثَنِيهِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْدِيُّ،

ــ

طلبه ليُؤتى به، والعسيب من النخل كالقضيب مما سواه، والرطب الأخضر، فأتي به (فشقَّه باثنين) أي جعله كِسْرَتَينِ والباء زائدة في المفعول الثاني لأن شق هنا بمعنى جعل وصيَّر (ثم غرس) وركز (على هذا) القبر (واحدًا) من الكِسرتين (وعلى هذا) القبر الآخر (واحدًا) منهما (ثم) بعد غرسهما عليهما (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (لعله) أي لعل العذاب (أن يُخفَّفَ) ويُقَلَّل (عنهما) أي عن صاحب القبرين بسبب تسبيح العيب (ما لم ييبسَا) بياءين أُولاهما مفتوحة وثانيتهما ساكنة ثم موحدة مفتوحة ويجوز كسرها ثم سين مهملة بعدها ألف التثنية أي ما لم تصيرا يابستين، وما مصدرية ظرفية أي لعل العذاب مخفف عنهما بسببهما مدة عدم يبسهما.

قال القرطبي: اختلف العلماء في تأويل هذا الفعل فمنهم من قال أُوحي إليه أنه يخفف عنهما ما داما رطبين، وهذا فيه بُعْدْ لقوله (لعله) ولو أُوحِيَ إليه لما احتاج إلى الترخِّي، وقيل لأنهما ما وإما رطبين يسبحان فإن رطوبتهما حياتهما، وقيل لأن النبي صلى الله عليه وسلم شفع لهما ودعا بأن يُخَفَّف عنهما ما داما رطبين؛ وقد دل على هذا المعنى حديث جابر الآتي في آخر الكتاب في حديث صاحبي القبرين قال فيه (فأجيبت شفاعتي أن يُرفع عنهما ذلك ما دام القضيبان رطبين) فإن كانت القضيبة واحدة وهو الظاهر فلا مزيد على هذا في البيان. اهـ من المفهم.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري [١٣٧٨]، وأبو داود [٢٠ و ٢١] والترمذي [٧٠] والنسائي [١/ ٢٨ - ٣٠]. قوله في رواية البخاري (وإنه لكبير) قال النواوي: وسبب كونهما كبيرين أن عدم التنزه من البول يلزم منه بطلان الصلاة فتركه كبيرة بلا شك، والمشي بالنميمة والسعي بالإفساد من أقبح القبائح لا سيما مع قوله صلى الله عليه وسلم كان يمشي؛ بلفظ (كان) التي للحالة المستمرة غالبًا، والله أعلم. ثم ذكر المؤلف المتابعة فيه فقال:

٥٧٣ - (٠٠) (٠٠) (٠٠) (حدثنيه) أي حدثني هذا الحديث المذكور يعني حديث ابن عباس (أحمد بن يوسف) بن سالم (الأزدي) السلمي أبو الحسن النيسابوري

<<  <  ج: ص:  >  >>