للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالتْ أَسْمَاءُ: وَكَيفَ تَطَهَّرُ بِهَا؛ فَقَال: "سُبْحَانَ اللهِ، تَطَهَّرِينَ بِهَا" فَقَالتْ عَائِشَةُ - (كَأَنَّهَا تُخْفِي ذَلِكَ) - تَتَبَّعِينَ أَثَرَ الدَّمِ. وَسَأَلَتْهُ عَنْ غُسْلِ الْجَنَابَةِ؟ فَقَال: "تَأْخُذُ مَاءً

ــ

وفي المصباح فرصتُ النَّعل أي خرقتُ أذنيها للشِّرَاك، وأما (مُمسَّكة) فروايتنا فيها بضم الميم الأُوْلَى وفتحِ الثانية وتشديد السين؛ ومعناه مطيَّبَة بالمسك مبالغةً في نفي ما يُكره وإزالتِهِ من ريح الدم، وعلى هذا تصح رواية الخُشني عن الطبري: فِرْصة من مِسْك بكسر الميم، وعلى هذا الَّذي ذكرناه أكثر الشارحين، وقد أنكر ابن قتيبة هذا كله، وقال: إنما هو فُرْضَة بضم الفاء وبالضاد المعجمة، وقال: لم يكن للقوم وُسْع في المال بحيث يستعملون الطيب في مثل هذا، وإنما هو مَسْكٌ بفتح الميم ومعناه الإمساك، فإن قالوا: إنما سُمع رباعيًّا، والمصدر إمساك قيل سُمع أيضًا ثلاثيًّا فيكون مصدره مَسْكًا، والمعنى ثم تأخذ جِلْدَةَ إمساكِ أي جلدةَ ذات صوفٍ وشَعْرٍ تُمْسِكُ وتمنع بها الدم من السيلان، قال الشيح: ولقد أحسن من قال في ابن قتيبة هَجُومٌ وَلُوجٌ على ما لا يُحسِن، ها هو قد أنكر ما صح من الرواية في فِرصة وجهِلَ ما صحَّحَ نَقْلَه أئمةُ اللغة، واختار ما لا يلتئم الكلام معه فإنه لا يصح أن يقال خذ قطعة من إمساك، وسوى بين الصحابة كلهم في الفقر وسُوءِ الحال بحيث لا يقدرون على استعمال مِسك عند التطهُر والتنظُّف مع أن المعلوم من أحوال أهل الحجاز واليمن مبالغتهم في استعمال الطيب من المسك وغيره، وإكثارهم ذلك واعتيادهم له، فلا يلتفت لإنكاره ولا يُعَرَّجُ على قوله .. إلخ ما أطال هنا.

(فقالت أسماء) بنت شكل لرسول الله صلى الله عليه وسلم (وكيف تطهر) إحدانا وتتنظف (بها) أي بالفِرصة (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبًا من خفاء ذلك عليها (سبحان الله) أي تنزيهًا لله في شؤونه كلّها (تطهرين بها) أي تتنظفين بالفرصة (فقالت عائشة) لها حالة كون عائشة (كأنها) أي كان عائشة (تُخفي) وتُسِرُّ (ذلك) الكلام الَّذي تقول لأسماء عن غيرها. قال النواوي: معناه قالت لها عائشة كلامًا خفيًّا تَسْمَعُه المخاطبةُ ولا يسمعه الحاضرون، وهذه الجملة مُدْرَجَة أدخلها الراوي بين الحكاية والمَحْكِي أي بين القول ومقوله، وهو قولها (تتبعين أثر الدم) أي يعني النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لك تطهرين بها تَتبعين وتُزيلين بتلك الفرصة أثرَ الدم ورائحتَه من القُبُل (وسألته) صلى الله عليه وسلم أيضًا أسماءُ بنت شكل (عن) كيفيةِ (غَسْلِ الجنابة) من جماع أو احتلام (فقال) لها رسول الله صلى الله عليه وسلم (تأخذ) إحداكن (ماء) طهورًا

<<  <  ج: ص:  >  >>