للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَقُولُ: الإِسْنَادُ مِنَ الدِّينِ، وَلَوْلا الإسْنَادُ .. لَقَال مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ.

وَقَال مُحَمدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: حَدثَنِي الْعَباسُ بْنُ أَبِي رِزْمَةَ،

ــ

وقال ابنُ عُيَينَة: ابنُ المباركِ عالِمُ المشرقِ والمغربِ وما بينهما.

وقال في "التقريب": ثقة ثَبْتٌ فقيهٌ عالمٌ جوادٌ مجاهد، جُمِعَتْ فيه خصالُ الخير (١)، من الثامنة، مات سنة إحدى وثمانين ومائة.

حالة كونهِ (يقولُ: الإسنادُ) أي: رَفْعُ الحديثِ إلى راويه والقَوْلِ إلى قائله (من) حِفْظِ (الدِّينِ) والسنة والشريعة، (ولولا الإسنادُ) مشروطٌ في قَبُولِ الحديثِ عن راويه ( .. لَقَال مَنْ شاءَ) مِنْ أهلِ الأهواءِ والأغبياءِ (ما شَاءَ) من الأحاديثِ الموضوعةِ والأقاويلِ المُفْتَراةِ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مُسْتَدِلًا على شهواتهِ ومسالكِه الباطلةِ ومذاهبِه الزائغة، كما فعَلَه كثيرٌ من أهل البدَعِ والخُرافات.

وغَرَضُ المؤلِّفِ بِسَوْقِ هذا الأثَرِ: الاستدلال على الجزء الأَول من الترجمة كما مر آنفًا. وهذا الإسنادُ من ثُلاثياته في الأثرِ.

قال النووي: (وفيه لطيفةٌ غريبةٌ من لطائف الإسناد وهي: أن رجاله -أعني هؤلاء الثلاثةَ المذكورين: محمدًا وعَبْدان وابنَ المبارك- كلهم خُرَاسانِيون مَرْوَزِيُّون، وهذا قَل أنْ يَتفِقَ مِثْلُه في هذه الأزمان) (٢).

ثم ذكر المؤلفُ رحمه الله تعالى المتابعة في أثَرِ عبد الله بن المبارك فقال:

(وقال) لنا (محمدُ بن عبد اللهِ) بن قُهْزَاذَ: (حَدثَني العَباسُ بن أي رِزْمَةَ) بكسر الراء وسكون الزاي، وفي "التقريب" يُقال: صوابُه عبد العزيز بن أبي رِزْمَة، اليَشْكُري مولاهم، أبو محمد المَرْوَزِي ثقة، من التاسعة، مات سنة ست ومائتين.

يروي عنه (د ت)، واسمُ أبي رِزْمة: غَزْوانُ، وليس في كتب الرِّجال: العباسُ بن أبي رِزْمة.


(١) انظر هذه الخصال في "شرح صحيح مسلم" للنووي (١/ ٨٨).
(٢) "شرح صحيح مسلم" (١/ ٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>