للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ يَقُولُ: بَينَنَا وَبَينَ الْقَوْمِ: الْقَوَائِمُ، يَعْنِي الإِسْنَادَ

ــ

(قال) عبدُ العزيزِ بن أبي رِزْمَةَ: (سَمِعْتُ عبدَ الله) بنَ المباركِ (يقولُ: بينَنا) معاشر المُحَدِّثين المتأخِّرين (وبينَ القومِ) السابقين، يعني الصحابةَ الذين نَقَلُوا الحديثَ من النبي صلى الله عليه وسلم بلا واسطة (القوائمُ) أي: الوسائطُ الذين هُمْ مِثْلُ القوائمِ للحيوان؛ أي: مِثْلُ الأرجُلِ والأيدي التي يقومُ بها الحيوانُ، فكَمَا أنه لا يُمْكِنُ وجودُ الحيوانِ إلا بالقوائم .. لا يُمْكِنُ وصولُ الحديثِ إلينا إلا بواسطتهم، ففيه استعارة تصريحية، حيث استعارَ قوائمَ البهائمِ للرُّواة.

قال عبدُ العزيزِ بن أبي رزمَةَ: (يعني) عبدُ الله بن المباركِ بالقوائم: (الإسنادَ) أي: الرجال المُسلسلين بينه وبينَ الصحابةِ الناقلين عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وعبارةُ النووي هنا: (ومعنى هذا الكلام: إنْ جاء الحديثُ بإسنادٍ صحيحٍ .. قَبلْنَا حديثَهُ، وإلا .. تَرَكْنَاه، فجعل الحديثَ كالحيوان لا يقومُ بغيرِ إسنادٍ، كما لَا يقومُ الحيوانُ بغير قوائم) (١).

وعبارةُ السنوسى هنا: (جعل الحديثَ كالحيوانِ أو كالبيتِ لا يقومُ بغيرِ قوائم، وقوائمُ الحديثِ إسنادهُ) اهـ (٢).

قال النووي: (ثم إنه وَقَعَ في بعض الأُصول: "العَباسُ بن رزْمَة" (٣)، وفي بعضها: "العَبَّاسُ بن أبي رِزْمَةَ"، وكلاهما مُشْكِلٌ، ولم يَذْكر البُخاري في "تاريخه" وجماعة من أصحاب كتُبِ أسماء الرجال "العَباسَ بن رزْمَة"، ولا "العَباسَ بن أبي رِزْمة"، وإنما ذَكَرُوا عبد العزيز بن أبي رِزْمة أَبا محمد المَرْوَزِي، سمع عبد الله بن المبارك، ومات في المُحَرم سنة ست ومائتين، واسمُ أبي رِزْمَة: غَزْوَان، والله أعلم) اهـ (٤).


(١) "شرح صحيح مسلم" (١/ ٨٨).
(٢) "مكمل إكمال الإكمال" (١/ ٢٥٠).
(٣) انظر "تحفة الأشراف" (١٣/ ٢٦٠)، و"تهذيب الكمال" (١٤/ ٢١١).
(٤) "شرح صحيح مسلم" (١/ ٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>