وغرَضُ المؤلِّفِ بسَوْقِ هذا السنَدِ: بيانُ متابعة عبد العزيز بن أبي رِزْمَةَ لعَبْدان بن عثمان في رواية هذا الأثَرِ عن عبد الله بن المبارك، وإنما كَرَّرَ المَتْنَ لِمَا في الرواية الثانية من المُخالفة للرواية الأُولى.
ورجالُ هذا السنَدِ ثلاثة أيضًا كُلُّهم مَرْوَزيُّون.
ثم ذَكَرَ المؤلِّفُ رحمه الله تعالى المتابعةَ في أثَرِ عبد الله بن المبارك ثانيًا فقال:
(وقال) لنا (محمدُ) بن عبد اللهِ بنِ قُهْزَاذَ: (سمعتُ أبا إسحاقَ إبراهيمَ) بنَ إسحاق (بنَ عيسى) البُنَاني مولاهم -بضم الباء وتخفيف النون- نِسْبة إلى بنانة من بني سَعْد بن لُؤَيّ بن غالب كما في "اللباب"(١/ ١٧٨)(١)(الطالقَانِي) بفتح الطاء، وسكون اللام وفتحها، وقاف، نسبة إلى طالقان: اسمِ بَلَدِ بين مَرْوَ الرُّوذ وبَلْخَ مما يلي الجبلَ من بلاد خُراسان، وإليها يُنْسَبُ إبراهيم هذا، وليس منسوبًا إلى طالقان قَزْوين، نزيل مَرْو، وربما نُسِبَ إلى جَده عيسى كما هنا في "صحيح مسلم".
روى عن ابن المبارك ومالكٍ والدَّرَاوَرْدي والوليدِ بن مسلم ومُعْتَمِرِ بنِ سُلَيمَانَ وابنِ عُيَينَة وغيرهم، ويروي عنه (د ت مق) وأحمدُ بن حنبل ويحيى بن مَعِين والحُسَينُ بن محمد البَلْخِي ومحمدُ بن عبد الله بن قُهْزَاذَ وعِدة.
قال ابنُ مَعِين: ثقةٌ، وفي موضع آخر: ليس به بأس، وقال يعقوب بن شَيبة: ثقةٌ ثَبْت يقولُ بالإرْجاء، وقال أبو حاتم: صدوق، وقال ابنُ حِبان في "الثقات": يُخْطِئُ ويُخَالِفُ، وقال إبراهيم بن عبد الرحمن الدارمي: روى عن ابن المبارك أحاديثَ غرائبَ.
وقال في "التقريب": صدوقٌ يُغرب، من التاسعة، مات بمَرْوَ سنة خمس عشرة ومائتين. وغَرَضُه بسَوْقِ هذا السند: بيانُ متابعةِ الطَالقاني لعَبْدان بن عثمان.
(١) ونسبه ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" (١/ ٦٠٦) إلى (بنان) قرية من قرى مرو الشاهجان، ثم قال: (وقيل: هو مولى بُنانة).