ففيه دلالة واضحة على مذهب الشافعي وأصحابه. قال النواوي: ففي هذا الحديث فوائد منها أن البسملة في أوائل السور من القرآن وهو مقصود مسلم بإدخال هذا الحديث هنا، وفيه جواز النوم في المسجد، وجواز نوم الإنسان بحضرة أصحابه وأنه إذا رأى التابع من متبوعه تبسمًا أو غيره مما يقتضي حدوث أمر يستحب له أن يسأل عن سببه،
وفيه إثبات الحوض والإيمان به واجب وسيأتي بسطه في آخر الكتاب. اهـ.
وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته البخاري [٤٩٩٤] وأبو داود [٤٧٤٧ و ٤٧٤٨] والترمذي [٣٣٥٧] والنسائي [١/ ١٣٣ - ١٣٤].
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث أنس رضي الله عنه فقال:
٧٨٩ - (٠٠)(٠٠)(٠٠)(حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء) الهمداني الكوفي، قال (أخبرنا) محمد (بن فضيل) بن غزوان الضبي الكوفي (عن مختار بن فلفل) الكوفي (قال) المختار (سمعت أنس بن مالك).
وهذا السند من رباعياته رجاله كلهم كوفيون إلا أنس بن مالك، وغرضه بسوقه بيان متابعة ابن فضيل لعلي بن مسهر في رواية هذا الحديث عن المختار.
(يقول أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءة) أي نام نومة خفيفة، والجار والمجرور في قوله (بنحو حديث ابن مسهر) متعلق بأخبرنا ابن فضيل لأنه العامل في المتابع أي أخبرنا ابن فضيل عن مختار بن فلفل بنحو ما حدث علي بن مسهر عنه (غير أنه) أي لكن أن ابن فضيل (قال) في روايته (نهر وعدنبه ربي عزَّ وجلَّ في الجنة عليه حوض) أي يجري منه حوض فعلى بمعنى مِنْ فخالفَهُ في قوله: "في الجنة عليه حوض"(ولم يذكر) ابن فضيل لفظة (آنيته عدد النجوم) وهذا بيان لمحال المخالفة بين الروايتين.
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديث أنس رضي الله عنه وذكر فيه متابعة واحدة.