عليه) أي على ذلك الحوض، والورود المجيء للشرب أي تشرب منه (أمتي يوم القيامة آنيته) جمع إناء أي كيزان ذلك الحوض التي يشرب بها منه (عددُ النجوم) في السماء بالرفع خبر للمبتدأ المحذوف أي عدد آنيته عدد نجوم السماء؛ أي كعدد نجوم السماء في الكثرة ففي الكلام تشبيه بليغ، وبالنصب على نزع الخافض وهو الأظهر أي بعددِ نجومِ السماء (فيختلج) أي يُجتذب وينتزع ويقتَطع ويمنع (العبد منهم) أي من أمتي من شربه، وفي المصباح خَلَجْتُ الشيءَ خَلْجًا مِن باب قَتَل انتزعْتهُ واختلجْتهُ مِثْلهُ وخالجْتهُ نازعْتهُ واختلج العضو اضطرب. اهـ.
(فأقول) أنا يا (رب إنه) أي إن هذا العبد (من أمتي) فليشرب منه (فيقول) الله عز وجل (ما تدري) ولا تعلم يا محمد (ما أحدثَتْ) وأبدعَتْ أمتُك في الدين (بعدك) أي بعد وفاتك أي ما أحدثَتْ بعضُ أفرادِ أمتك في الدين الذين منهم هذا العبدُ المقتطعُ من شربه (زاد) عليُّ (بن حجر في حديثه) أي في روايته بعد قوله (بين أظهرنا) لفظةَ (في المسجد وقال) ابن حجر أيضًا (ما أحدث) ذلك العبد (بعدك) يا محمد وهذا هو الأوفق لسياقِ الحديث.
قال السندي في شرح النسائي: فظاهر هذا الحديث يدل على أن البسملة جزء من السورة لأنه بَيَّن السورة بمجموع البسملة وما بعدها، ويحتمل أنها خارجة منها ولكن بدأ السورة بها تبركًا وعلى كلا التقديرين ينبغي بداءة السورة بها وقراءتها معها ولكن لا يلزم منه الجهر بها اهـ.
وفي شرح أبي داود: وهذا الحديث يدل على إثبات الجهر خارج الصلاة ويمكن أن يوجه في مطابقة الحديث للترجمة بأنه صلى الله عليه وسلم لما قال أنزلت علي آنفًا سورة ثم فسرها بقوله بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فُهِمَ منه أن التسمية جزء من السورة فإذا ثبت أنها جزء من السورة يستدل به على جهرها في الصلاة التي يجهر بالقراءة فيها اهـ من البذل.