للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، فَقَال يَحْيَى لِلْقَاسِمِ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؛ إِنهُ قَبِيحٌ عَلَى مِثْلِكَ عَظِيمٌ أَنْ تُسْألَ عَنْ شَيءٍ مِنْ أَمْرِ هَذَا الدِّينِ فَلَا يُوجَدَ عِنْدَكَ مِنْهُ عِلْمٌ وَلَا فَرَجٌ،

ــ

(و) عندَ (يحيى بنِ سعيدِ) بن قيس الأنصاري النجاري أبي سعيدٍ المدني القاضي.

روى عن أنسِ بن مالك وأبي سلمة بنِ عبد الرحمن وسعيدِ بنِ المُسَيّب والقاسمِ بن محمد وغيرهم، ويروي عنه (ع) والزهْرِيُّ -وهو من شيوخه- والأوزاعي ومالك والسُّفْيانانِ والحَمَّادان وخلائق، قال ابنُ سَعْد: كان ثقةً كثيرَ الحديثِ حُجَّةً ثَبْتًا.

وقال في "التقريب": من الخامسة، مات سنة أربعٍ وأربعين ومائة أو بعدها.

(فقال يحيى) بن سعيدٍ الأنصاري (للقاسمِ) بنِ عُبَيد الله العُمَرِي: (يا أبا مُحَمدٍ) وهي كُنْيَةُ القاسمِ كما مَر آنِفًا، سَماه بالكُنْيَة إكرامًا له؛ لأنَّ الخِطابَ بها خطابٌ بصيغة الإكرام كما هي العادةُ المعروفةُ.

(إنه) أي: إن الشَّأنَ والحال، وقولُه: (قبيحٌ) مبتدأ ليس له خبرٌ، بل اكْتَفَى بمرفوعه، وهو صفةٌ مشبهةٌ عَمِلَتْ فيما بعدها الرفعَ؛ لاعتمادِها على مخبر عنه من القُبْحِ، وهو ضِد الحُسْن.

(على مِثْلِكَ) متعلِّق بقَبيح.

وقولُه: (عظيم) صفةٌ لقَبيح، وجملةُ قوله: (أنْ تُسْألَ عن شيء من أمْرِ هذا الدينِ) الإسلاميّ في تأويل مصدرٍ مرفوعٍ على الفاعلية لـ (قَبِيح) أي: إن الشَّأْنَ والحال قبيحٌ عظيم علي مِثْلِكَ، وعارٌ كبيرٌ وعَيبٌ شَنِيع أنْ تُسْألَ وتُسْتَفْتَى عن حُكْمِ من أحكام هذا الدِّين، وتُسْتَخْبَرَ عن أمرٍ من أُمُور هذا الدين (فلا يُوجَدَ) ولا يَحْصُلَ (عندَك) يا أبا محمد جواب (منه) أي: من ذلك الأمرِ الذي سُئِلْتَ عنه ولا يكون عندك (عِلْم) ومعرفةٌ بذلك الأمْرِ الذي هو من أُمُور هذا الدّين الإسلامي فروعًا وأُصولًا، كتابًا وَسُنَّةً.

(ولا فَرَجٌ) أي: ولا كَشف وحَل لمشكلاتِه بالجواب الشافي والدليل الكافي.

والفاءُ في قوله: (فلا يُوجَدَ) عاطفةُ للجملة الفعليةِ على جملةِ قوله: (تُسْأل) على كَونها مرفوعةً للمبتدإ الذي هو (قَبِيحٌ)، وجملةُ المبتدإ في محلّ الرفع خبرِ إن،

<<  <  ج: ص:  >  >>