والتقديرُ: يا أبا محمّدٍ؛ إنّه عار عظيم وعَيبٌ شديدٌ كونك مسؤولًا عن أمْرٍ من أُمور هذا الدِّين وعن حُكْمٍ من أحكامه فعدم وجدان عِلْمه عندك، وعدم حلّ مشكلاته منك.
(أو) قال يحيى بن سعيدٍ بَدَلَ قوله: (عِلْم ولا فَرَج): فلا يُوجَد عندك منه (عِلْم ولا مَخْرَج) أي: فلا يُوجَد عندك سَبَبُ مَخْرَجٍ من مُشكلاته، وهو الجوابُ الكافي والحَلُّ الشافي، و (المَخْرَج) مصدرٌ ميمي بمعنى الخروج؛ أي: سبب خروج من مشكلاته وجهله وهو الجواب الوافي، والبيان الصافي، والشك من أبي عَقِيل فيما قاله يحيى بن سعيدٍ من كلمتَي (فَرَج) و (مَخْرَج)، والمعنى واحد.
(قال) أبو عَقِيل -وفي بعض النُّسَخ إسقاطُ (قال) من هنا- (فقال له) أي: ليحيى بنِ سعيدٍ الأنصاريِّ (القاسمُ) بن عُبَيد الله مُسْتَفْهِمًا عن سبب كون ذلك عَيبًا عنده: (وعَمَّ) أي: ولأجْلِ ما (ذاك؟ ) أي: كون عدم وجدان عِلْم أو مَخْرجٍ منه عندي عَيْبًا عظيمًا على مثلي، وعَمَّ قلتَ ذلك الكلام؟
وقولُه:(عَمَّ) جارٌّ ومجرورٌ خبر مُقَدَّم لـ (ذاك)، و (ما) استفهامية حُذِفَتْ ألِفُها؛ فَرْقًا بينها وبين ما الموصولة إذا دَخَل عليها حرفُ الجَر، نظيرُ قوله تعالى:{عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}.
(وذاك): اسمُ إشارةٍ للمفرد المذكر القريب أو المتوسّطِ في محل الرفع مبتدأ مؤخر وجوبًا؛ لكون الخبر مما يلزمُ الصدارة؛ أي: كون ذلك المذكور عيبًا على مثلي بأي سبب ولأجلّ أيّ عِلّة؟
(قال) يحيى بن سعيدٍ: وإنما كان عَدَمُ وجدانِ عِلْمٍ أو مَخْرَجٍ منه عَيبًا عظيمًا على مِثْلِكَ (لأنّك) يا أبا محمّدٍ (ابن إمامَي) ورئيسي (هُدىً) هذا الذين وأحكامه وابنُ مرجعَيْ مشكلات هذا الدين.
وقولُه:(ابنُ أبي بكرٍ) الصديق (و) ابن (عُمَرَ) بن الخطاب بواسطةِ والدَيْكَ: بدلٌ من (ابنُ إمامَي هُدى)، بدلَ تفصيلٍ من مُجْمَل.