صلى الله عليه وسلم؟ قَالتْ: بَلَى. ثَقُلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. فَقَال:"أَصَلَّى النَّاسُ؟ ". قُلْنَا: لَا. وَهُمْ يَنْتَظِرُونَكَ. يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَال " ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ". فَفَعَلْنَا. فَاغْتَسَلَ. ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيهِ. ثُمَّ أَفَاقَ فَقَال:"أَصَلَّى النَّاسُ؟ ". قُلْنَا: لَا. وَهُمْ
ــ
صلى الله عليه وسلم) الذي توفي فيه (قالت) عائشة (بلى) أحدثك يا عبيد الله عن مرضه صلى الله عليه وسلم إنه (ثقل النبي صلى الله عليه وسلم) وضعف عن الخروج إلى المسجد (فقال) لمن عنده (أصلى الناس) أي هل صلوا أم لا؟ وفي هذا تأكيد أمر الصلاة وإشعار بأنها أهم ما يسئل عنه، وفيه فضل المبادرة بالصلاة أول الوقت وإنما لم يبادر الصحابة رضي الله تعالى عنهم بالصلاة هنا كما بادروا بها في خروجه إلى بني عمرو بن عوف، وفي حديث تقديمهم عبد الرحمن بن عوف في غزوة تبوك لأنهم هنا رجوا خروجه إليهم عن قرب وفي ذينك علموا بُعْدَهُ أو ظَنُّوا أنه قد صَلَّى، وفيه أن الإمام إذا تأخر ورُجي مجيئه عن قرب انتظر فـ (قلنا) له (لا) أي لم يصلوا (وهم ينتظرونك) أي يَنْتَظِرُونَ خُرُوجَك إليهم (يا رسول الله) وفيه تعريض لأنْ يَخْرج فيُصلِّي بهم (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ضعوا لي) أي اجعلوا لي (ماء) أغتسل به (في المخضب) بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الضاد المعجمة، فالمخضب وكذا الإجانة والمركن إناء تُغسل فيه الثياب وهي المسماة بالقصرية (أرميته صحفًا) فطَلَبهُ ماءَ الاغتسال طلبًا لخفةِ المرض، قالت عائشة (ففعلنا) ذلك الذي أمرنا به من جعل الماء في المخضب (فاغتسل) ليخف عنه المرض لأن الماء البارد يخفف السخونة (ثم) بعد اغْتِسَالِهِ (ذَهَبَ) أي قَصَد (لينوء) أي ليقوم وينهض (فاُغمي عليه) أي أصابه الإغماء وهو الغَشْيُ لشدةِ المرض، وفيه دلالة على جواز الإغماء على الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، ولا شك في جوازه عليهم لأنه مرض من الأمراض وشبيه بالنوم، والمرض يجوز عليهم بخلاف الجنون فإنه لا يجوز عليهم لأنه نقص وقد كملهم الله تعالى بالكمال التام، قال بعضهم: العقل في الإغماء يكون مغلوبًا وفي الجنون مسلوبًا وفي النوم مستورًا، والحكمة في جواز المرض عليهم ومصائب الدنيا تكثير أجرهم وتسلية الناس بهم ولئلا يفتتن الناس بهم ويعبدوهم لما يظهر عليهم من المعجزات والآيات البينات (ثم أفاق) وصحا من إغمائه (فقال: أصَلَّى الناس) أم لا؟ (قلنا) له (لا) أي لم يصلوا (وهم