للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال الْمُغِيرَةُ: فَتَبَرَّزَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ الْغَائِطِ. فَحَمَلْتُ مَعَهُ إِدَاوَةً قَبْلَ صَلَاةِ الفَجْرِ. فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ أَخَذْتُ أُهَرِيقُ عَلَى يَدَيهِ مِنَ الإِدَاوَةِ. وَغَسَلَ يَدَيهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ. ثُمَّ ذَهَبَ يُخْرِجُ جُبَّتَهُ عَنْ ذِرَاعَيهِ فَضَاقَ كُمَّا جُبَّتِهِ، فَأَدْخَلَ يَدَيه في الْجُبَّةِ، حَتَّى أَخْرَجَ ذِرَاعَيهِ مِنْ أَسْفَلِ الجُبَّةِ. وَغَسَلَ ذِرَاعَيهِ إِلَى الْمِرْفَقَينِ. ثُمَّ تَوَضَّأْ عَلَى خُفَّيهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ.

قَال الْمُغِيرَةُ: فَأَقْبَلْتُ مَعَهُ حَتَّى نَجِدُ الناسَ قَدْ قَدَّمُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ

ــ

(قال المغيرة فتبرز رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي خرج وذهب (قبل الغائط) أي جهة الغائط وهو المكان المنخفض من الأرض يقضى فيه الحاجة، وأصل التبرز الخروج إلى البراز وهو بالفتح اسم للفضاء (فحملت معه) صلى الله عليه وسلم (إداوة) بكسر الهمزة أي مطهرة (قبل صلاة الفجر فلمَّا رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم) من الغائط (إلي) بتشديد الياء أي إلى المكان الَّذي أنا فيه منتظرًا له (أخذت) أي شرعت (أهريق) أي أن أريق الماء (على يديه) أي شرعت في صب الماء (من الإداوة) على يديه ليغسلهما (وكسل يديه) أي كفيه (ثلاث مرات ثم غسل وجهه) ثلاث مرات (ثم ذهب) وشرع (يخرج جبته) أي في إخراج كُمَّيْ جُبَّتِه (عن ذراعيه) أي عن ساعديه ليغسملهما، وذهب في أمثال هذه المواضع بمعنى شرع (فضاق) أي تضيَّق (كُمَّا جبته) تثنية كم وهو ما يستر الساعد أي ضاقتا عن إخراج ذراعيه من فوقهما (فأدخل يديه في الجبة حتَّى أخرج) أي فأخرج (ذراعيه من أسفل الجبة وكسل ذراعيه إلى المرفقين ثم توضأ) أي تمم وضوءه بالمسح (على خفيه) بدلًا عن غسل الرجلين (ثم أقبل) وجاء إلى منزل القوم ومعرسهم (قال المغيرة: فأقبلت) أنا (معه) صلى الله عليه وسلم إلى معرسهم (حتَّى نجد الناس) أي فوجدنا الناس (قد قدموا عبد الرحمن بن عوف) ليصلي بهم، وهذا موضع الترجمة من الحديث، وفي هامش بعض المتون قوله (حتَّى نجد) كذا بالرفع لعدم معنى الاستقبال لأن زمن الإقبال وهو القدوم هو زمن الوجدان وهو مثل قولهم مرض فلان حتَّى لا يرجونه لأن زمن عدم الرجاء هو زمن المرض ولا ينصب الفعل بعد حتَّى إلَّا إذا كان مستقبلًا بالنسبة إلى ما قبلها صرح به ابن هشام في مغني اللبيب اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>