الناس من إظهار جَهْلي فيما سُئلْتُ عنه من أمْر هذا الدّين؛ لأن النَّسَبَ ليس مَنَاطَ العلْم بل مَناطُهُ التعلمُ.
قال بِشْر بن الحَكَمِ:(قال) لي سفيانُ بن عُيَينَة: (وشَهدَهُما) أي: وحَضَرَ عند يحيى بن سعيدٍ الأنصاريّ والقاسم بن عُبَيد الله (أبو عَقيلٍ يحيى بن المُتَوَكِّل) صاحبُ بُهَيَّة (حين قالا) أي: حين قال الأنصاري والقاسمُ بن عُبَيد الله وتَكَلَّمَا (ذلك) الكلامَ المذكورَ سابقًا، وهذا السَّنَدُ من رُباعياته: واحد منهم نيسابوري، وواحدٌ مكي، واثنان مدنيان.
وغَرَضُ المؤلّف بسَوْق هذا الأثَر ثانيًا مَتْنًا وسَنَدًا: بيانُ متابعة سفيان بن عُيَينَة لهاشم بن القاسم في رواية هذا الأثَر عن أبي عَقيل، وأما تكرارُ المتن .. فلِمَا في الرواية الثانية من المخالفة للرواية الأُولى في بعض الكلمات زيادةً ونقصًا، فللمؤلّف رحمه الله تعالى غَرَضٌ في التكرار فلا اعتراضَ عليه، وفائدةُ هذه المتابعة بيانُ كثرة طُرُقِه فقط؛ لأن المُتَابع والمُتَابَعَ كلاهما ثقتان.
ثم استدل المؤلّف رحمه الله تعالى على الجزء الأخير من الترجمة -وهو جوازُ جَرْحِ الرُّواة بما هو فيهم بالأثَر المأثور عن الأئمة الآتية فقال:
[٣٥](وحَدثنا عَمْرُو بن عَلي) -وفي بعض النُّسَخ إسقاطُ الواو في (وحَدثنا) - ابن بَحْر بن كَنيزٍ بنون وزاي (أبو حَفْصٍ) الفَلَّاسُ (١) الصيرفي الباهلي البصريُّ الحافظُ، أحَدُ الأئمّة الأعلام.
روى عن مُعْتَمر بن سُلَيمان وابن عُيَينَة ويحيى بن سعيد القطان وخَلْق، ويروي عنه (ع) وابنُ جريرٍ الطبريُّ وغيرُهم.
(١) قال الحافظ أبو علي الغساني: (لقبَه عَفَّانُ بن مسلم الفَلاس ... قال أبو حفص عَمْرو بن علي الفلاس: روى عني عَفَّانُ حديثَين، فلم فلم خيره بشره، قال: حدثني أبو حفص الفلَّاس، ولم أكُنْ فلاسًا، فأوقَعَ على الفلاس). "تقييد المهمل" (٣/ ١١٣١ - ١١٣٢).