وقد سَبقَ أن غَرَض المؤلف بسَوْق هذا الأثَر الاستدلالُ على الجزء الأخير من الترجمة، ورجالُه كُلُّهُم بصريون بالنظَر إلى شُعْبة، وأمَّا الثَّوْري فكُوفي، ومالك مَدَني، وابنُ عُيَينَةَ مَكيٌّ.
ثم استشهد المؤلفُ لأثر هؤلاء الأئمّة الأربعة بأثَر ابن عَوْنٍ فقال:
[٣٦](وحَدثنا عُبَيدُ الله بن سعيد) بن يحيى اليَشْكُري مولاهم، أبو قُدامة السرخسي، نزيلُ نيسابور، الحافظُ.
روى عن ابن عُيَينَة وحفص بن غياث وأبي معاوية وخَلْق، ويروي عنه (خ م س) وابنُ خُزَيمة والسراج.
قال في "التقريب": ثقة مأمون سُني، من العاشرة، مات سنة إحدى وأربعين ومائتين.
روى عن حُمَيدٍ الطويل وابن عَوْن وشعبةَ وهشام بن عُرْوة وابن جُرَيح وحَمَّاد بن سلمة وخَلْقٍ، ويروي عنه (ع) ويحيى بن يحيى النيسابوري وإسحاق بن رَاهُويه ويحيى بن مَعينٍ وعليُّ بن المَديني وإسحاقُ بن منصورٍ الكَوْسَجُ وغيرُهم، وثَّقَهُ النسائي وأبو حاتم وابنُ مَعين.
وقال في "التقريب": ثقة ثَبْتٌ، من كبار التاسعة، مات سنة أربعٍ ومائتين، وله اثنتان وثمانون سنة.
حالة كَوْن النَّضْر (يقولُ: سُئلَ) عبدُ الله (بن عَوْن) بن أرْطَبان -بفتح فسكونٍ ففتح- المزني مولاهم، أبو عَوْن البصري، أحدُ الأئمّة الأعلام.
روى عن عطاءٍ ومجاهد وسالم والحَسَن والشعْبي وخَلْق، ويروي عنه (ع) وشعبةُ والثَّوْريُّ وابنُ عُلَيَّةَ ويحيى القطان وخلائق، قال ابنُ مهدي: ما أحد أعلم بالسُّنَّة بالعراق من ابن عَوْن، وقال رَوْح بن عُبادة: ما رأيتُ أعْبَدَ منه.