العشاء والصبح لحملوها على المغرب ففسد المعنى وفات المطلوب فاستعمل العتمة التي يعرفونها ولا يشكون فيها وقواعد الشرع متظاهرة على احتمال أخف المفسدتين لدفع أعظمهما، وفي الحديث الحث العظيم على حضور جماعة هاتين الصلاتين لما في ذلك من الفضل الكثير لما فيهما من المشقة على النفس من تنقيص أول نومها وآخره ولهذا كانتا أثقل الصلاة على المنافقين اهـ.
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهما فقال:
٨٧٦ - (٤٠١)(٦٣)(حدثنا شيبان بن فروخ) الحبطي مولاهم أبو محمد الأبلي، صدوق، من (٩)(حدثنا أبو الأشهب) البصري الحذاء الأعمى جعفر بن حيان التميمي السعدي العطاردي نسبة إلى جده عطارد بضم العين مشهور بكنيته، ثقة، من السادسة، مات سنة (١٦٥) عن (٩٥) سنة، روى عنه في (٦) أبواب (عن أبي نضرة) المنذر بن مالك بن قطعة (العبدي) العوقي البصري، ثقة، من الثالثة، مات سنة (١٠٨) روى عنه في (١١) بابا (عن أبي سعيد الخدري) سعد بن مالك بن سنان نسبة إلى عبيد بن خدرة المدني رضي الله عنه، وهذا السند من رباعياته رجاله اثنان منهم بصريان وواحد مدني وواحد أُبُلي (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في) قوم من (أصحابه تأخرًا) في أخريات المسجد (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (لهم) أي لأولئك المتأخرين (تقدموا) في أوائل المسجد (فائتموا بي) أي فاقتدوا بي في أفعال صلاتي واتبعوني فيها (وليأتم بكم من بعدكم) أي وليقتد بي أيضًا من وراءكم، مستدلين على أفعال صلاتي بأفعالكم ففيه جواز اعتماد المأموم في متابعة الإمام الذي لا يراه ولا يسمعه على مبلغ عنه أو على صف قدامه يراه متابعًا للإمام وقد تمسك الشعبي بظاهر هذا الحديث في قوله: إن كل صف منهم إمام لمن وراءه وعامة الفقهاء لا يقولون بهذا لأن ذلك الكلام مجمل لأنه محتمل لأن يراد به الاقتداء في فعل الصلاة ولأن يراد به في نقل أفعاله وأقواله وسنته كي يبلغوها غيرهم، والشعبي دفع دعوى الإجمال وتمسك بالظاهر منه اهـ