(فقال سعيد) بن جبير (أنا أحركهما) أي شفتي لكم (كما كان ابن عباس بحركهما) أي شفتيه لنا (فحرك) سعيد (شفتيه) فهذا الحديث من مسلسلات مسلم رحمه الله تعالى (فأنزل الله تعالى) معطوف على كان يحرك شفتيه {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَينَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} قال) ابن عباس في تفسيره أي (جمعه في صدرك ثم تقرؤه) بلسانك، وقوله {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}، قال) ابن عباس في تفسيره (فاستمع) أي فأصغ له بأذنك (وأنصت) بهمزة قطع مفتوحة من أنصت الرباعي ينصت إنصاتا وقد تكسر همزته، من نصت ينصت من باب ضرب، نصتا إذا سكت واستمع للحديث، قال الأزهري: يقال أنصت ونصت وانتصت ثلاث لغات أفصحها أنصت وبها جاء القرآن العزيز اهـ؛ أي فكن حال قراءته ساكتا، والاستماع أخص من الإنصات لأن الاستماع الإصغاء، والإنصات السكوت ولا يلزم من السكوت الإصغاء، وقوله:{ثُمَّ إِنَّ عَلَينَا بَيَانَهُ} فسره ابن عباس بقوله (ثم إن علينا أن تقرأه) وفسره غيره ببيان ما أشكل عليك من معانيه، قال: وهو دليل على جواز تأخير البيان عن وقت الخطاب أي لكن لا عن وقت الحاجة اهـ، وهو الصحيح عند الأصوليين ونص عليه الشافعي اهـ قسطلاني.
(قال) ابن عباس (فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم) بعد هذه الآية (إذا أتاه جبريل استمع) قراءته (فإذا انطلق جبريل) وذهب (قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما أقرأه) جبريل - عليه السلام -.
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وذكر فيه متابعة واحدة والله أعلم.