وسلم بعد ذلك (إذا أتاه جبريل أطرق) رأسه وخفض واستمع (فإذا ذهب) جبريل عليه السلام وانطلق (قرأه) أي قرأ القرآن (كما وعده الله) سبحانه وتعالى، والحاصل أن الحالة الأولى جمعه في صدره، والثانية تلاوته، والثالثة تفسيره وإيضاحه.
وهذا الحديث شارك المؤلف رحمه الله تعالى في روايته البخاري في مواضع، والترمذي والنسائي كما في تحفة الأشراف.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فقال:
٨٩٩ - (٠٠)(٠٠)(٠٠)(حدثنا قتيبة بن سعيد) بن جميل البغلاني (حدثنا أبو عوانة) الوضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي، ثقة، من (٧)(عن موسى بن أبي عائشة) الهمداني مولاهم أبي الحسن الكوفي، ثقة تابعي، من (٥) الخامسة (عن سعيد بن جبير) الوالبي الكوفي (عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما. وهذا السند من خماسياته، غرضه بسوقه بيان متابعة أبي عوانة لجرير بن عبد الحميد في رواية هذا الحديث عن موسى بن أبي عائشة، وكرر متن الحديث لما فيها من المخالفة للرواية الأولى (في) بيان سبب نزول (قوله) تعالى {لَا تُحَرِّكْ بِهِ} أي بالقرآن {لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}(٢) أي لتأخذه على عجلة وسرعة (قال) ابن عباس كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج) أي يقاسي ويجد (من التنزيل) القرآني لثقله عليه (شدة) بالنصب مفعول يعالج، والجملة في محل نصب خبر كان فـ (كان) صلى الله عليه وسلم (يحرك شفتيه) عند قراءة جبريل عليه لئلا يتفلت عنه عند ذهاب جبريل - عليه السلام -، قال سعيد بن جبير (فقال لي ابن عباس) فـ (أنا أحركهما) أي شفتي لك (كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما) لم يقل كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما لأن ابن عباس لم يدرك ذلك