من صلاته عن القبلة أو أراد الانحراف (فسلم) سلام القطع لصلاته معهم وذلك الرجل من الأنصار كما يظهر من رواية "فانصرف رجل منا" فيما يأتي اسمه حازم أو حزم أو حزام على ما ذكر في أسد الغابة، قال ابن حجر: أي قطع صلاته لا أنَّه قصد قطعها بالسلام كما يفعله بعض العوام لأنَّ محل السلام آخرها فلا يجوز تقديمه على محله، وقال ملا علي: وإنما يفعله الخواص من العلماء تبعًا لما فعله ذلك الصحابي رضي الله تعالى عنه، وإن اختلفوا في أن مريد القطع هل يسلم قائمًا بتسليمة واحدة أو بتسليمتين أو يعود إلى القعدة ثمَّ يسلم؟ فالتسليم بما ورد أسلم، والله سبحانه وتعالى أعلم اهـ.
أي فانحرف رجل من قومه عن الصف فسلم سلام القطع لصلاته لا سلام الفراغ من الصلاة (ثمَّ) أحرم بالصلاة فـ (صلى وحده و) سلم سلام الفراغ من صلاته و (انصرف) أي انطلق وذهب إلى جهة حاجته والقوم في الصلاة (فقالوا) أي فقال القوم الذين صلوا مع معاذ بعد فراغهم من صلاتهم (له) أي لذلك الرجل الذي قطع الصلاة معهم (أنافقت) بهمزة الاستفهام التوبيخي؛ أي أفعلت (يا فلان؟ ) ما فعله المنافق من الميل والانحراف عن الجماعة والتخفيف في الصلاة، قالوه تغليظًا وتشديدًا عليه اهـ مرقاة (قال) الرجل (لا) أي ما نافقت (والله) ولكني عجزت عن القيام معكم لطوله (و) الله (لآتين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلأخبرنه) - صلى الله عليه وسلم - صنيعي وصنيعكم ووقوعكم فِيَّ (فأتى) ذلك الرجل (رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إنا أصحاب نواضح نعمل بالنهار) أي نشتغل في النهار بسقي زروعنا وأشجارنا بالنواضح، جمع ناضحة في الأنثى، وناضح في الذكر؛ وهي الإبل التي يستقى عليها الزرع والنخل (وإن معاذًا) ابن جبل (صلى معك العشاء) في مسجدك (ثمَّ أتى) مسجد قومنا فصلى بهم (فافتتح بسورة البقرة) فعجزت عن القيام معهم لشدة ألم عمل النهار وفارقتهم وصليت وحدي وانطلقت فقالوا لي: إنه منافق (فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على معاذ)