بعدما أرسل إليه وحضر (فقال: يا معاذ أفتان أنت) للناس أي منفر لهم عن الدين وصادٌّ لهم عنه وهو صفة واقعة بعد الاستفهام رافعة للضمير البارز فيجوز أن يكون مبتدأ، وأنت ساد مسد الخبر، ويجوز أن يكون أنت مبتدأ تقدم خبره أي أموقع للناس في الفتنة، وتطردهم عن ربهم. ذكر ملا علي: أن الفتنة صرف الناس عن الدين وحملهم على الضلالة، قال تعالى:{مَا أَنْتُمْ عَلَيهِ بِفَاتِنِينَ}[الصافات: ١٦٢] أي بمضلين، قال ابن الملك: عبر عنه بالفتان تشديدًا في الإنكار عليه، والاستفهام فيه للتوبيخ والإنكار والتنبيه على كراهة صنيعه لأنه أفضى إلى مفارقة الجماعة اهـ، وذكر البخاري رواية "أفاتن أنت" أيضًا وكلاهما صفة واقعة بعد الاستفهام رافعة للضمير البارز اهـ.
إذا أممت للناس فـ (اقرأ) يا معاذ (بـ) سورة (كذا واقرأ بـ) سورة (كذا) وكذا كناية عن أوساط المفصل كما يعلم من رواية أبي الزبير (قال سفيان) بن عيينة بالسند السابق (فقلت لعمرو) بن دينار (إن أبا الزبير) المكي محمَّد بن مسلم (حدثنا عن جابر) بن عبد الله (أنَّه) - صلى الله عليه وسلم - (قال) لمعاذ (اقرأ والشمس وضحاها، والضحى) والليل إذا سجى (والليل إذا يغشى، وسبح اسم ربك الأعلى، فقال عمرو) لسفيان: نعم، قال لنا جابر (نحو هذا) الذي ذكرته عن أبي الزبير من السور المذكورة.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٣/ ٢٩٩ و ٣٠٨] والبخاري [٧٠١] وأبو داود [٧٩٠] والنسائيُّ [٢/ ٩٧ - ٩٨] وابن ماجه [٩٨٦].
ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث جابر - رضي الله عنه - فقال:
٩٣٥ - (. .)(. .)(وحدثنا قتيبة بن سعيد) الثقفي البغلاني (وليث) بن سعد الفهمي المصري (ح قال) المؤلف (وحدثنا) محمَّد (بن رمح) بن المهاجر المصري