محمد بن جعفر (الحديث) السابق وذكَرَهُ بلفظه، وغرضه بسوق هذا السند بيان متابعة محمد بن جعفر لمعاذ بن معاذ في رواية هذا الحديث عن شعبة.
ثم استشهد المؤلف لحديث البراء بن عازب بحديث أنس بن مالك رضي الله عنهما فقال:
٩٥٤ - (٤٣٢)(٩٢)(حدثنا خلف بن هشام) بن ثعلب البزار أبو محمد البغدادي، ثقة، من (١٠)(حدثنا حماد بن زيد) بن درهم الأزدي الأزرق أبو إسماعيل البصري، ثقة، من (٨)(عن ثابت) بن أسلم بن موسى البناني أبي محمد البصري، ثقة، من (٤)(عن أنس) بن مالك الأنصاري الخزرجي رضي الله عنه. وهذا السند من رباعياته رجاله كلهم بصريون إلا خلف بن هشام فإنه بغدادي (قال) أنس (إني لا آلو) ولا أقصر في (أن أصلي بكم) أيها الحاضرون صلاة (كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي أن أصلي بكم صلاة مثل الصلاة التي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم (يصلي بنا) في حياته صلى الله عليه وسلم (قال) ثابت بن أسلم (فكان أنس) في صلاته بنا (يصنع شيئًا لا أراكم) أيها الأئمة (تصنعونه) في صلاتكم (كان) أنس (إذا رفع رأسه من الركوع انتصب) واستوى بظهره (قائمًا) معتدلًا (حتى يقول القائل) منا (قد نسي) السجود، قوله (قد نسي) أي وجوب الهويِّ إلى السجود أو أنه في صلاة أو ظن أنه وقت القنوت من طول قيامه وهذا صريح في الدلالة على أن الاعتدال ركن طويل بل هو نص فيه، فلا ينبغي العدول عنه لدليل ضعيف وهو قولهم لم يسن فيه تكرير التسبيحات كالركوع والسجود، ووجه ضعفه أنه قِيَاسٌ في مقابلة النص فهو فاسد، وقد اختار النواوي جواز تطويل الركن القصير خلافًا للمرجَّح في المذهب واستدل لذلك بحديث حذيفة عند مسلم