(فأما الركوع فعظموا فيه الرب عزَّ وجلَّ) أي قولوا فيه سبحان الله العظيم (وأما السجود فاجتهدوا) فيه أي بالغوا (في الدعاء) فيه (فقمن) خبر مقدم أي حقيق وجدير (أن يستجاب لكم) الدعاء فيه، مبتدأ مؤخر وإنما كان حقيقًا بالإجابة لأن السجود أقرب ما يكون العبد فيه من ربه كما في حديث مسلم في أول الباب الآتي، قال النووي: قوله (قمن) بفتح القات وفتح الميم وكسرها لغتان مشهورتان، فمن فتح فهو عنده مصدر لا يثنى ولا يجمع ومن كسر فهو وصف يثنى ويجمع، قال: وفيه لغة ثالثة قمين بزيادة الياء وفتح القاف وكسر الميم ويستحب الجمع بين الدعاء والتسبيح ليكون المصلي عاملًا بجميع ما ورد، والأمر بتعظيم الرب في الركوع والاجتهاد في الدعاء في السجود محمول على الندب عند الجمهور، وقال بعضهم بوجوب تسبيح في الركوع والسجود، وكره الشافعي والكوفيون الدعاء فيهما، وقال الشافعي: المستحب التسبيح فيهما يقول في الركوع: سبحان ربي العظيم، وفي السجود: سبحان ربي الأعلى، اتباعًا لحديث عقبة، رواه أبو داود اهـ، عون المعبود بزيادة.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [١/ ٢١٩] وأبو داود [٨٧٦] والنسائي [٢/ ١٨٩] وابن ماجه [٣٨٩٩].
ولكن (قال أبو بكر) بن أبي شيبة في روايته (حدثنا سفيان) لم يقل ابن عيينة (عن سليمان) بن سحيم بالعنعنة، ولم يقل أخبرني سليمان بن سحيم كما قال غيره (بهذا) الحديث السابق متعلق بحدثنا سفيان، وقال الآخران: أعني سعيد بن منصور وزهير بن حرب (حدثنا سفيان بن عيينة أخبرني سليمان بن سحيم) أتى بهذه الجملة تحرزًا من الكذب على أبي بكر، وفي أكثر المتون وشرح النواوي والقاضي إسقاط لفظة "بهذا" ولكنها مثبتة في نسخة شرح الأبي والسنوسي.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فقال:
٩٦٩ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا يحيى بن أيوب) المقابري العابد أبو زكريا البغدادي،