للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَجَعَلَ يُمْلي عَلَيَّ: حَدَّثَني مَكْحُولٌ حَدَّثَني كَذَا، فَأخَذَهُ الْبَوْلُ فَقَامَ، فَنَظَرْتُ في الْكُراسَة؛

ــ

وهذا حديثٌ موضوعٌ، رواه الأصَمُّ عن عباس الدوري، حدثنا الوَضَّاح بن حسان الأنباري، حدثنا وزير بن عبد الله نحوه، والوضَّاحُ ضعيفٌ. اهـ ("الميزان" (٣/ ٣٣٢١ - ٣٣٢).

(فجَعَلَ) غالبُ بن عُبَيد الله (يُمْلي) ويَقْرأُ (عَلَي) والإملاءُ: حكايةُ القول لمَنْ يَكْتُبُه، والتلقينُ: حكاية القول لمَنْ يقولهُ حالةَ كَوْنه يقول في إملائه علي: (حَدثني مَكْحُول حَدَّثَني كذا) وكذا، وفي بعض النُّسَخ: (حَدثَني مَكْحُولٌ حَدثَني مَكْحُولٌ) بالتكرار بلا ذكْر لفظة (كذا).

وأما مكحولٌ: فهو مكحول الشامي أبو عبد الله، روى عنه (م عم).

قال في "التقريب": ثقة فقيه كثيرُ الإرسال مشهور، من الخامسة، مات سنة بضع عشرة ومائة.

وقولُه: (فأخَذَه البولُ) معطوفٌ على (جَعَل) أي: فأخذ غالبا البولُ؛ أي: دَافَعَه البولُ وضَغَطَهُ وأزعجه وأحْوَجَهُ إلى الخُروج (فقام) غالبٌ من مجلسه فخَرجَ لإخراج البول وتَرَك الكُراسة التي يملي عنها علي في مجلسه (فنظَرتُ في الكُراسَة) حين خرج.

قال النووي: (وأما الكُرَّاسةُ آخرها هاء .. فمعروفةٌ، قال أبو جعفر بن النحاس في كتابه "صناعة الكتاب": "الكراسة معناها: الكُتُبُ المضمومُ بعضُها إلى بعض والوَرَقُ الذي قد أُلْصِقَ بعضُه إلى بعض، مشتقٌّ من قولهم: رَسْمٌ مُكَرسٌ إذا أَلْصَقَت الريحُ التُّرابَ به، قال: وقال الخليلُ: الكُرَّاسةُ مأخوذةٌ من أكْرَاس الغَنَم وهو أن تَبُولَ في الموضع شيئًا بعد شيء فيتَلبَّد، وقال أقضى القضاة الماوردي: أصلُ الكُرَّاس: العلْمُ، ومنه قيل للصحيفة يكون فيها عِلْمٌ مكتوبٌ: كُراسة، والله أعلم) اهـ (١).

قلت: وهي المعروفةُ الآن عند أهل المطابع بـ (الملْزَمة) ١٦ صفحة.


(١) "شرح صحيح مسلم" (١/ ٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>