للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَإذَا فيهَا: حَدَّثَني أَبَانٌ عَنْ أَنَسٍ، وَأَبَانٌ عَنْ فُلانٍ، فترَكْتُهُ وَقُمْتُ

ــ

(فإذا فيها) أي: في الكُرَّاسَة: (حَدثَني أبانُ) بن أبي عياش فيروز أبو إسماعيل، مولى عبد القيس، البصري.

روى عن أنس فأكثر، قال الفلاس: متروك الحديث، وقال أحمد بن حنبل: متروك الحديث، ترك الناس حديثه منذ دهر، روى عنه (د).

ولفظُ (أبان) فيه وجهان لأهل العربية (١):

أحدهما: الصَّرْفُ على جَعْل الهمزة فيه أصليةً فيكون وزنه فَعالًا وهو الصحيح، وهو الذي اختاره الإمام محمد بن جعفر في كتابه "جامع اللغة" والإمام أبو محمد بن السَّيد البَطَلْيَوْسي.

الوجه الثاني: عدمُ الصرف للعلمية ووزن الفعل على جَعْل الهمزة فيه زائدةً فيكون أصلُه فعلًا ماضيًا على وزن أفعل، وعلى هذا: قال بعضُهم: من صَرف أبَانَ .. فهو أتَان (٢).

(عن أنسِ) بن مالك الأنصاري الخَزْرَجِيِّ النجَّاريِّ خادمِ رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي حمزة البصري، مات سنة اثنتين أو ثلاث وتسعين، وهو آخرُ مَنْ مات بالبصرة من الصحابة.

(و) حدثني (أبانٌ عن فُلانٍ) وفلانٍ كذا وكذا، والمعنى: فلما قام لبوله .. نظَرْتُ في الكُراسة التي يُمْلي عَلَيَّ منها فإذا في الكُرَّاسة: (حَدَّثَني أبان عن أنسٍ وأبَان عن فُلانٍ) بدلَ ما يُمْلي عليَّ بقوله: حدثني مكحول حدثني مكحول (فَتَرَكْتُه) أي: فتَرَكْتُ غالبَ بنَ عُبيد الله (وَقُمْتُ) من عنده؛ لظُهور كَذبه لي بمخالفة إملائة لمَا في الكُراسة.


(١) انظر المصدر السابق، و"تهذيب الأسماء واللغات" (١/ ٩٧)، و"صيانة صحيح مسلم" (ص ١٢٨).
(٢) لكن قال الحافظ الزبيدي في "تاجِ العروس" (٩/ ١١٧): (وقال بعضُ أئمة اللغة: مَن لم يَعرف صَرْفَ أبان .. فهو أتان. نقله الشهابُ رحمه الله في "شرح الشفاء").

<<  <  ج: ص:  >  >>