الأعمال والتنشيط ومن هنا أخذ بعض المتصوفة إباحة السماع غير أنهم اليوم أفرطوا في ذلك وتعدوا فيه الوجه الجائز وتَذرَّعُوا بذلك إلى استباحة المحرمات من أصناف الملاهي كالشبابات والطارات والرقص وغير ذلك من خرافاتهم، وهذه أفعال المُجّان أهل البطالة والفُسوق المدخلين في الشريعة ما ليس منها أعاذنا الله تعالى من ذلك بمنّه وكرمه.
وفي بنائه صلى الله عليه وسلم مسجده بالجذوع والجريد دليل على ترك الزخرفة في المساجد والتأنق فيها والإسراف بل ورد عنه صلى الله عليه وسلم ما يقتضي النهي عن زخرفتها وتشييدها فقال:"ما أمرت بتشييد المساجد" قال: "لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى" رواه البخاري تعليقًا [١/ ٣٥٩] وأبو داود [٤٤٨].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أنس رضي الله عنه فقال:
١٠٦٨ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا عبيد الله بن معاذ) التميمي (العنبري) البصري، ثقة، من (١٠)(حدثنا أبي) معاذ التميمي العنبري البصري، ثقة، من (٩)(حدثنا شعبة) بن الحجاج البصري (حدثني أبو التياح) يزيد بن حميد الضبعي البصري، ثقة، من (٥)(عن أنس) بن مالك البصري. وهذا السند من خماسياته، ومن لطائفه أن رجاله كلهم بصريون، وغرضه بسوقه بيان متابعة شعبة لعبد الوارث بن سعيد في رواية هذا الحديث عن أبي التياح، وكرر متن الحديث لأن في هذه الرواية اختصارًا (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي في مرابض الغنم) أي في مباركها ومواضع مبيتها ووضعها أجسادها على الأرض للاستراحة، قال ابن دريد: ويقال ذلك أيضًا لكل دابة من ذوات الحوافر والسباع، واستدل بهذا الحديث مالك وأحمد وغيرهما ممن يقول بطهارة بول المأكول وروثه، وقد سبقت المسألة في كتاب الطهارة، وقوله (قبل أن يبنى المسجد) النبوي زيادة زادها في هذه الرواية.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أنس رضي الله عنه فقال:
١٠٦٩ - (٠٠)(٠٠)(وحدثناه يحيى بن يحيى) التميمي النيسابوري، قال النواوي: