للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال: قَامَ رَسُولُ اللِه صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلمَ. فَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ: "أعُوذُ بِاللِه مِنْكَ" ثُم قَال: "أَلْعَنُكَ بِلَعْنَةِ اللِه" ثَلاثا. وَبَسَطَ يَدَهُ كَأَنَّهُ يَتَنَاوَلُ شَيئًا. فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصلاةِ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللِه، قَدْ سَمِعْنَاكَ تَقُولُ فِي الصلاةِ شَيئًا لَمْ نَسْمَعْكَ تَقُولُهُ قَبْلَ ذَلِكَ. وَرَأَينَاكَ بَسَطْتَ يَدَكَ

ــ

(١٧٩) مائة وتسعة وسبعون حديثًا اتفقا على حديثين وانفرد (خ) بـ (٣) و (م) بـ (٨) انتقل إلى الشام، ومات بها سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان وقبره بدمشق، يروي عنه (ع) ومعدان بن أبي طلحة في الصلاة، وأبو إدريس الخولاني وأبو مرة مولى أم هانئ وعلقمة بن قيس وأم الدرداء وجبير بن نفير وصفوان بن عبد الله بن صفوان وغيره. وهذا السند من سداسياته رجاله أربعة منهم شاميون واثنان مصريان (قال) أبو الدرداء (قام رسول الله صلى الله عليه وسلم) في الصلاة (فسمعناه) صلى الله عليه وسلم حالة كونه (يقول أعوذ بالله) أي أستتر وألتجئ في كفايته إياي (منك) أي من شرك ووسوستك، ومنه سمي العود الذي يلجأ إليه الغثاء في السيل عوذا لأن الغثاء يلجأ إليه (ثم قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألعنك بلعنة الله ثلاثًا) أي ثم قال ثلاث مرات ألعنك بلعنة الله، أصل اللعن الطرد والإبعاد ومعناه أسأل الله سبحانه أن يلعنه بلعنته ولم يقصد مخاطبة الشيطان لأنه حينئذ يكون متكلما في الصلاة د انما قصد أن يكون متعوذا بالله منه كما إذا قال أعوذ بالله منك، قال النواوي: قال القاضي: وقوله صلى الله عليه وسلم ألعنك بلعنة الله وأعوذ بالله منك دليل على جواز الدعاء لغيره وعلى غيره بصيغة الخطاب خلافًا لابن شعبان من المالكية في قوله إن الصلاة تبطل بذلك قلت وكذا قال أصحابنا تبطل الصلاة بالدعاء لغيره بصيغة الخطاب كقوله للعاطس: رحمك الله أو يرحمك الله، ولمن سلم عليه: وعليك السلام وأشباهه، والأحاديث السابقة في الباب الذي قبله في السلام على المصلي تؤيد ما قاله أصحابنا فيتأول هذا الحديث أو يحمل على أنه كان قبل تحريم الكلام في الصلاة أو غير ذلك اهـ قال الأبي: وظاهر قوله (فسمعناه يقول) أنهم كانوا معه، وظاهر حديث أبي هريرة المذكور قبله أنه كان وحده فيحتمل أنه قضيتان أو يقال ذلك في الحديث الأول إنما هو إخبار لمن لم يحضرها معه اهـ.

(وبسط يده) أي مدها حين قال ذلك اللعن (كأنه) صلى الله عليه وسلم يريد أن (يتناول) ويأخذ (شيئًا) من قدامه (فلما فرغ من الصلاة قلنا يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئًا لم نسمعك تقوله قبل ذلك) القول (ورأيناك بسطت يدك) أي مددتها

<<  <  ج: ص:  >  >>