هذه البقلة) يعني من (الثوم وقال) النبي صلى الله عليه وسلم (مرة) ثانية أي في اليوم الثاني (من كل البصل والثوم والكراث) ورواية النسائي عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أكل من هذه الشجرة قال أول يوم: الثوم، ثم قال: الثوم والبصل والكراث فلا يقربنا" (فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم) من الرائحة الكريهة، وكرر متن الحديث لما فيها من المخالفة للرواية الأولى، قال المازري: وألحق أهل المذهب بذلك أهل الصنائع المنتنة كالحواتين والجزارين، قال القاضي: وكذلك الفجل لمن يتجشأ به، وألحق ابن المرابط بذلك ذا البخر والجرح المنتن، قلت: وألحق الشيخ بذلك كثير الضُّنَانِ والبرص الذي يتأذكى بريحه، وأفتى ابن رشد بمنع ذي البرص أن يبيع المعجون، قال الشيح: وبيعه اللحم والسلع العطورية أخف من بيع المعجون فاعلمه اهـ أبي.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا في حديث جابر رضي الله عنه فقال:
١١٤٩ - (٠٠)(٠٠)(وحدثنا إسحاق بن إبراهيم) بن راهويه الحنظلي المروزي (أخبرنا محمد بن بكر) الأزدي البرساني أبو عثمان البصري، صدوق، من (٩) روى عنه في (٥) أبواب (ح قال وحدثني محمد بن رافع) القشيري النيسابوري، ثقة، من (١١)(حدثنا عبد الرزاق) بن همام الحميري الصنعاني (قالا) أي قال كل من محمد بن بكر وعبد الرزاق (جميعًا أخبرنا ابن جريج بهذا الإسناد) يعني عن عطاء عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من أكل من هذه الشجرة يريد) النبي صلى الله عليه وسلم بالشجرة (الثوم) فهو تفسير مدرج من الراوي (فلا يَغْشَنَا) بالجزم على النهي من الغشيان بمعنى الإتيان، يقال غَشِيَ يَغْشَى من باب رضي إذا أتاه أي فلا يأتنا (في مسجدنا) أي في مجمعنا، غرضه بسوق هذين السندين بيان متابعة محمد بن بكر وعبد الرزاق ليحيى بن