رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسًا فلما انفتل) أي انصرف وفرغ من الصلاة (توشوش القوم) الذين صلوا معه أي تحدثوا فيما (بينهم) محادثة خفية، وهمس بعضهم بعضًا، قال ابن الأثير: الوشوشة كلام مختلط خفي لا يكاد يُفهم، ورواه بعضهم بالسين المهملة ويريد به الكلام الخفي، وقال القاضي: روي بالمعجمة وبالمهملة وكلاهما صحيح ومعناه تحركوا، ومنه وَسْوَاس الحُلِيّ بالمهملة وهو تحركه ووسوسة الشيطان، قال أهل اللغة: الوشوشة بالمعجمة صوت في اختلاط، قال الأصمعي: ويقال رجل وشواش أي خفيف (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما شأنكم) وحالكم توشوشون فيما بينكم (قالوا يَا رسول الله هل زيد في الصلاة) أم لا (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا) أي ما زيد فيها (قالوا) أي قال القوم (فإنك) يَا رسول الله (قد صليت خمسًا فانفتل) أي فانصرف عن النَّاس واستقبل القبلة (ثم سجد سجدتين ثم سلم ثم قال: إنما أنا بشر مثلكم، أنسى كما تنسون، وزاد) محمَّد (بن نمير في حديثه) أي في روايته عن عثمان بن أبي شيبة لفظة (فهذا نسي أحدكم) في صلاته (فليسجد سجدتين) جبرًا لسهوه.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة عاشرًا في حديث عبد الله رضي الله عنه فقال:
١١٧٨ - (٠٠)(٠٠)(وحدثناه عون بن سلام) بتشديد اللام الهاشمي مولاهم أبو جعفر (الكُوفيّ) ثِقَة، من (١٠) روى عنه في (٣) أبواب (أخبرنا أبو بكر) عبد الله بن قطاف (النهشلي) الكُوفيّ، روى عن عبد الرَّحْمَن بن الأسود في الصلاة، وزياد بن علاقة في الصوم، ومحمَّد بن الزُّبير وغيرهم، ويروي عنه (م ت س ق) وعون بن سلام وبهز بن أسد، وثقه أَحْمد وابن معين والعجلي وابن مهدي، وقال أبو داود: ثِقَة كُوفِيّ مرجئ،