أبي هريرة، قال الأزهري: العشي بفتح العين وكسر الشين وتشديد الياء عند العرب ما بين زوال الشَّمس وغروبها اهـ وأول العشي إذا فاء الفيء وتمكن، ومنه قول القاسم بن محمَّد: ما أدركت النَّاس إلَّا وهم يصلون الظهر بعشي وآخره غروب الشَّمس، وأصله الظلمة ومنه عشا البصر وعشوت النَّار نظرت إليها من ظلمة (فسلم) صلى الله عليه وسلم (في ركعتين ثم أتى جذعًا في) جهة (قبلة المسجد) أي معروضًا في مقدم المسجد، والجذع واحد الجذوع وهو خشبة النخل وهو مذكر، ولكنه أعاد عليه الضمير المؤنث في قوله (فاستند إليها) أي إلى الجذع على إرادة الخشبة كما هي رواية البُخَارِيّ وغيره كما قالوا "بَلَغَنِي كتابُه فمَزقْتها" لأن الكتاب صحيفة، حالة كونه (مغضبًا) بفتح الضاد أي غضبان (وفي القوم) الذين صلوا معه (أبو بكر وعمر) بن الخَطَّاب (فهابا) أي خاف الشيخان (أن يتكلما) معه يعني أنهما بما غلبهما من احترام النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وتعظيمه وتوقير مقامه الشريف امتنعا من تكليمه مع علمهما بأنه سيبين أمر ما وقع، ولعله بعد النهي عن سؤاله كما سبق في كتاب الإيمان, وإقدام ذي اليدين على السؤال دليل على حرصه على تعلم العلم وعلى اعتنائه بأمر الصلاة، وفي بعض النسخ (فهاباه) بزيادة الهاء ولفظ البُخَارِيّ (فهابا أن يكلماه) وهو أوضح (وخرج سرعان النَّاس) بالمهملات المفتوحة وهو المحفوظ عن متقني أهل العلم وهو قول الكسائي وغيرهم يسكن الراء وهم المسرعون والأوائل المستعجلون أخفاؤهم، ورواية الأصيلي في البُخَارِيّ سرعان بضم السين وإسكان الراء وكأنه جمع سريع كقفيز وقفزان وقضيب وقضبان وليس هو جمع سريع فإنَّه يكون على زنة صبيان، وقال الخطابي: كسر السين خطأ؛ أي خرج الذين يسارعون إلى الشيء ويقدمون عليه بسرعة، وفي القاموس وسرعان النَّاس محركة أوائلهم المستبقون إلى الأمر ويسكن، حالة كونهم يقولون (قصرت الصلاة) بضم القاف وكسر الصاد، وروي بفتح القاف وضم الصاد وكلاهما صحيح ولكن الأول أشهر وأصح اهـ نواوي؛ أي يقولون ذلك على اعتقاد وقوع ما يجوز من النسخ (فقام) رجل (ذو اليدين) أي يسميه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ذا اليدين لطول كان في يديه وهو معنى