أبي هريرة) الدوسي المدنِيُّ. وهذا السند من خماسياته، من لطائفه أن رجاله كلهم بصريون إلَّا أَبا هريرة، غرضه بسوقه بيان متابعة حماد بن زيد لسفيان بن عيينة في رواية هذا الحديث عن أَيُّوب (قال) أبو هريرة (صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي أمَّنَا، وفي الآخر صلَّى لنا، وفي الآخر بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال القاضي: كل ذلك يدل على أنَّه حضر الصلاة. واستشكل بأن القضية كانت قبل بدر وإسلامُ أبي هريرة كان عامَ خيبر سنةَ سبع، وأجيب: بأنه سَمِعَه مِنْ غيره فأرْسلَه مع أَنَّ قوله بنا ولنا يحتملُ أنهما من تغيير الراوي لما سَمِعَ الحديثَ منه ولم يَذْكُرْ مَنْ يرويه ظَنَّ أنَّه كان من الحاضِرينَ فنقَلَه بالمعنى أو أن أَبا هريرة أراد بالضمير الصحابةَ الحاضرين وإن لم يكن حاضرًا معهم لأنه مِنْ بَلدتِهم صحابى مثلُهم، وضُعفَ الجوابُ بالإرسال بأنَّ الحديث بلغَ الغاية في الصحةِ فكيف يُظَنُّ به الإرسالُ بل الجواب منْعُ أن تكون القضيةُ قبل بدر وذو اليدين لم يَمُت ببدر بَل عاش حتَّى روى عنه آخر التابعين، وإنما الذي مات ببدر ذو الشمالين وهو غير ذي اليدين، وذو اليدينِ من بني سليم، وذو الشمالين خزاعي، فقد خالفه في الاسم والنسب وإنما جاء الوهم مِنْ قِبلِ الزُّهْرِيّ حيث جعَلَ المُنْبَه يومئذ ذا الشمالينِ، قال أبو عمر: ولا أعلم أحدًا عَول على حديث الزُّهْرِيّ في قصة ذي اليدين لاضطرابه فيه اهـ أبي (إحدى صلاتي العشي) وفي الآخر صلاةُ الظهر، وفي الآخر صلاة العصر، قال النواوي: قال المحققون فهما قضيتان فلا معارضة، وساق حماد (بمعنى حديث سفيان) السابق وهو متعلق بقوله حَدَّثَنَا حماد لأنه العامل في المتابع.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
١١٨٤ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا قتيبة بن سعيد) الثَّقَفيّ البلخي (عن مالك بن أنس) الأصبحي المدنِيُّ (عن داود بن الحصين) القُرشيّ الأموي مولاهم أبي سليمان المدنِيُّ،