للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَكَانَ يَقُولُ لَنَا: لَا تُجَالِسُوا الْقُصَّاصَ غَيرَ أَبِي الأَحْوَصِ، وإيَّاكُمْ وَشَقِيقًا،

ــ

(فكان) أبو عبد الرحمن السُّلَمِيُّ (يقولُ) إرشادًا (لنا) ونصيحةً: (لا تُجَالِسُوا القُصَّاصَ) أي: لا تجلسوا مع الذين يَقُصُّون القَصَصَ والأخبارَ؛ لأنه لا تخلو أخبارُهم عن الأكاذيب والأباطيل.

قال النووي: (والقُصَّاصُ بضم القاف: جمعُ قاصّ، وهو الذي يقرأ القَصَص والأخبارَ على الناس، قال أهل اللغة: القصة: الأمر والخبر، وقد اقتصصتُ الحديثَ إذا رويته على وجهه، وقصَّ عليه الخبر قَصصا بفتح القاف، والاسمُ أيضًا القَصَص بالفتح، والقِصص بالكسر اسم جمع للقصة) اهـ (١).

وفي "القاموس": (يقال: قصّ أثره قصا وقصصا تتبعه، وقص الخبر أعلمه وبينه ومنه قولُه تعالى: {فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} أي: رجعا من الطريق الذي سلكاه يقصان الأثَرَ، ومنه: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} نبيِّنُ لك أحْسَنَ البيانِ، والقاص: مَنْ يأتي ويخبر بالقصة) اهـ

أي: لا تجلسوا مع القُصاص كلهم (غيرَ أبي الأحوصِ) وأمثالِه من الثقات المأمونين، أمّا أبو الأحوص .. فاجلسوا معه واستمعوا حديثَه؛ لأنه ثقة مأمون.

(وأبو الأحوص) اسمه: عوف بن مالك بن نَضْلة -بفتح النون وسكون المعجمة -الجُشَمي -بضم الجيم وفتح المعجمة- الكوفي، مشهورٌ بكُنْيته.

روى عن أبيه وأبي موسى الأشعري، ويروي عنه (م عم) وأبو إسحاق وعبد الملك بن عُمَير وعاصم وخَلْق، وثَّقَهُ ابنُ مَعِين.

وقال في "التقريب": ثقة من الثالثة، قتَلَتْهُ الخوارجُ في أيام ولاية الحَجَّاج على العراق.

(وَإيَّاكم وَشَقِيقًا) أي: وبَاعِدُوا أنفسَكم أيُها الغلمانُ عن مجالسةِ شَقِيقٍ واستماعِ حديثِه وروايتِه؛ فإنه كَذَّابٌ لا يُؤْمَنُ في حديثه.


(١) المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>