روى عن أبي إسحاق السَّبِيعي وعطاء بن السائب وسِماك بن حَرْب وعاصم الأحول وغيرهم، ويروي عنه (بخ م د ت ق) وابنه وَكِيع وقَبِيصة وسفيان ابنا عُقْبة وابن مهدي وغيرهم.
قال ابنُ مَعين: ضعيف الحديث، وهو أمْثَلُ من أبي يحيى الحِمّاني، وقال الدَّارَقُطْنيُّ: ليس بشيءٍ وهو كثيرُ الوَهم، وقال أبو حاتم الرازي: يُكتب حديثه ولا يُحْتَجُّ به، وقال النوويُّ: (وهذا الجَرَّاحُ ضعيفٌ عند المحدثين ولكنه مذكورٌ هنا في "المتابعات") اهـ (١).
وقال في "التقريب": صدوقٌ يَهِمُ، من السابعة، مات سنة خمس -وقيل: ست- وسبعين ومائة.
وغَرَضُه بِسَوْقِ هذا السَّنَدِ: بيانُ متابعةِ الجَرَّاح لجريرٍ في جَرْحِ جابر الجُعْفي، ومن لطائفه: أن رجاله كُلَّهم كوفيون، وهم ثلاثة: اثنان منهم ضعيفان، وواحدٌ صدوق.
حالة كون الجَراح (يقولُ: سمعتُ جابرًا) ابنَ يَزيد الجُعْفِيَّ حالة كون جابرٍ (يقولُ: عندي) أي: في حفظي (سبعون ألفَ حديثٍ) رَوَيتُها ونَقَلْتُها (عن أبي جعفرٍ) محمدِ بن علي بن الحُسَين بن علي بن أبي طالب المعروفِ بـ (الباقرِ)؛ لأنه بَقَرَ العِلْمَ؛ أي: شَقَّه وفتحَهُ فَعَرَفَ أصلَه وتمَكنَ فيه، رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
وقولُه:(عن النبي صلى الله عليه وسلم) خبرٌ مُقَدَّم، وقولُه:(كُلُّها) مبتدأ مؤخر، والجملةُ الاسميةُ في محل الرفع صفةٌ لـ (سبعون)، أي: عندي سبعون ألف حديث مرويةٌ كُلُّها عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يقوله لعدم تَوَرُّعه، ولتَوَغُّلِهِ في الكَذِب.