للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْجَهْضَمِي وإسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأنصَارِيِّ. قَالا: حَدَّثَنَا مَعْنٌ عَنْ مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بن سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالتْ: إِن كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لَيُصَلِّي الصُّبْحَ. فَيَنْصَرِف النِّسَاءُ مُتَلَفعَات بِمُرُوطِهِن. مَا يُعْرَفْنَ مِنَ الْغَلَسِ. وَقَال الأَنْصارِيُّ فِي رِوَايَتِهِ: مُتَلَفِّفَاتٍ

ــ

أبو عمر البصري (الجهضمي) نسبة إلى الجهاضمة محلة بالبصرة، ثقة ثبت، من (١٠) (وإسحاق بن موسى) بن عبد الله بن موسى (الأنصاري) الخطمي، نسبة إلى بني خطمة بطن من الأوس، أبو موسى المدني، وثقه النَّسائيّ والخطيب، وقال في التقريب: ثقة متقن، من (١٠) روى عنه في (٥) أبواب (قالا حدَّثنا معن) -بسكون العين- بن عيسى الأشجعي، أبو يَحْيَى المدني، ثقة ثبت، من كبار العاشرة، روى عنه في (١٠) أبواب (عن مالك) بن أنس الأصبحي أبي عبد الله المدني، ثقة إمام حجة، من (٧) روى عنه في (١٧) بابا (عن يَحْيَى بن سعيد) الأنصاري النجاري أبي سعيد المدني، ثقة حجة ثبت، من (٥) روى عنه في (١٦) بابا (عن عمرة) بنت عبد الرحمن الأنصارية المدنية الفقيهة ثقة، من (٣) ماتت قبل المائة، روى عنها في (٦) أبواب (عن عائشة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من سداسياته، ومن لطائفه أن رجاله كلهم مدنيون إلَّا نصر بن علي فإنَّه بصري، غرضه بسوقه بيان متابعة عمرة لعروة في رواية هذا الحديث عن عائشة، وفائدتها بيان كثرة طرقه. (قالت) عائشة رضي الله عنها (إن) مخففة من الثقيلة بدليل اللام الفارقة المذكورة بعدها؛ أي إن الشأن والحال (كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ليصلي الصبح) في أول وقتها (فينصرف النساء) أي يرجعن إلى بيوتهن حالة كونهن (متلفعات) أي متغطيات متلففات (بمروطهن) أي بأكسيتهن حالة كونهن (مَّا يعرفن) لأحد من النَّاس أهن رجال أم نساء، وقيل لا تعرف أعيانهن، وإن عرف أنهن نساء وإن كن متكشفات الوجوه (من) أجل (الغلس) وهو بقايا ظلمة الليل يخالطها بياض الفجر قاله الأزهري، وقال الخطابي: الغبش بالباء الموحدة والشين المعجمة قبل الغبس بالسين المهملة وبعده الغلس باللام وكلها في آخر الليل ويكون الغبش أيضًا في أول الليل (وقال) إسحاق بن موسى (الأنصاري في روايته متلففات) بفاءين أولاهما مشددة مكسورة من اللف بمعنى الطي والتجلل وهو اختلاف لفظي وهذا يدل على أن الغالب من صلاة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم الصبح إنَّما كان في أول الوقت، وكذا قال ابن عباس ثم كانت صلاته بعد ذلك التغليس حتَّى مات لم يعد إلى أن يسفر، ويفيد هذا أن صلاة

<<  <  ج: ص:  >  >>