الليل سكنًا أي يسكن فيه فإذا تحدث الإنسان فيه فقد جعله كالنهار الذي هو متصرف المعايش فكأنه قصد إلى مخالفة حكمة الله تعالى التي أجرى عليها وجوده، وقيل يكره ذلك لئلا نلغوفي كلامنا أو نخطئ فيه فيختم عملنا بعمل سيئ أو بقول سيئ، والنوم أخو الموت أو لعله يكون فيه الموت والله أعلم، وقيل كره ذلك لِتُراحَ الكتبة الكرام، وقد كان بعض السلف يقول لمن أراد أن يتحدث بعد العشاء: أريحوا الكتبة، وهذه الكراهة تختص بما لا يكون من قبيل القرب والأذكار وتعلم العلم ومسامرة أهل العلم وتعلم المصالح وما شابه ذلك، فقد ورد عن النَّبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم وعن السلف ما يدل على جواز ذلك بل على ندبيته والله سبحانه وتعالى أعلم اهـ من المفهم.