الجماعة أفضل من صلاة الفذِّ) أي المنفرد بلا عذر (بسبع وعشرين درجة) وسبق في حديث أبي هريرة خمس وعشرين درجة، ووجه التوفيق بينهما أن نقول: عرفنا من تفاوت الفضل أن الزائد متأخر عن الناقص لأنَّ الله تعالى يزيد عباده من فضله، ولا ينقصهم من الموعود شيئًا فإنَّه صَلَّى الله عليه وسلم بشر المؤمنين أولًا بمقدار من فضله، ثم رأى أن الله تعالى يمن عليه وعلى أمته فبشرهم به وحثهم على الجماعة، وأمَّا وجه قصر الفضيلة على خمس وعشرين تارةً وعلى سبع وعشرين أخرى، فمرجعه إلى العلوم النبوية التي لا يدركها العقلاء إجمالًا فضلًا عن التفصيل، ولعل الحكمة فيما كشف به حضرة النبوة هي اجتماع المسلمين على إظهار شعار الإسلام اهـ من المرقاة، وهذا أحسن الوجوه المذكورة في الجمع والتوفيق بين الحديثين، واستحسن الزرقاني وجه الجمع بأن السبع مختصة بالجهرية والخمس بالسرية لطلب الإنصات عند قراءة الإمام، والاستماع لها، ولتأمينه إذا سمعه ليوافق تأمين الملائكة. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٢/ ١٠٢] والبخاري [٦٤٥] والترمذي [٢١٥] والنَّسائيُّ [٢/ ١٠٣] وابن ماجة [٧٨٩].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما فقال:
١٣٧٠ - (٠٠)(٠٠)(وحدثني زهير بن حرب) الحرشي النَّسائيّ (ومحمد بن المثني) العنَزي البصري (قالا حدَّثنا يَحْيَى) بن سعيد القطان التميمي البصري (عن عبيد الله) بن عمر بن حفص العدوي المدني (قال أخبرني نافع) مولى ابن عمر (عن ابن عمر) رضي الله تعالى عنهما. وهذا السند من خماسياته، غرضه بسوقه بيان متابعة عبيد الله لمالك بن أنس في رواية هذا الحديث عن نافع (عن النَّبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم قال: "صلاة الرجل في الجماعة تزيد على صلاته وحده سبعًا وعشرين) درجة، واسم العدد مفعول به لتزيد لأنَّه يقال زاد المال كذا.