رواية هذا الحديث عن أبي الأحوص (قال) عبد الله (من سره) وبشره وأحبه (أن يلقى الله غدًا) أي يوم القيامة (مسلمًا) أي كاملًا (فليحافظ) أي فليواظب (على) أن يصلِّي (هؤلاء الصلوات) الخمس (حيث ينادى بهن) أي في المساجد والأماكن التي يؤذن لهن فيها كالمدارس والربط والمحافل (فإن الله) سبحانه وتعالى (شرع) وسن (لنبيكم) محمَّد (صَلَّى الله عليه وسلم سنن الهدى) شرائع الإسلام (وإنهن) أي وإن أداء تلك الصلوات في المحال التي يؤذن لهن فيها (من سنن الهدى) وشرائع الدين التي أمر الله تعالى بها نبيكم فاقتدوا به فيها (ولو أنكم) أيه المسلمون (صليتم) تلك الصلوات (في بيوتكم) ومنازلكم (كما يصلِّي هذا المتخلف) عن الجماعة (في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم) عن طريق الهدى، والضلال ضد الهدى، وأصله من ضل عن الطَّريق إذا أخطأ وعدل عنه، قال الخطابي: معناه أنَّه يؤديكم إلى الضلال بأن تتركوا عرى الإسلام شيئًا فشيئًا حتَّى تخرجوا عن الملة اهـ. قال القرطبي: وهذا يصلح أن يتمسك به من قال إن إقامة الجماعة للصلوات فرض على الكفاية، ويصلح لمن يقول أنَّها سنة، ويكون إطلاقُه الضلال على التاركين لها إذا تمالؤوا على تركها كما قدمناه اهـ (وما من رجل يتطهر) في بيته (فيحسن الطهور) بآدابها وشروطها (ثم يعمد) ويقصد (إلى مسجد من هذه المساجد) التي بنيت للصلاة فيها (إلا كتب الله له) أي لذلك الرجل (بكلِّ خطوة يخطوها) إلى المسجد (حسنة ويرفعه) أي يرفع لذلك الرجل (بها) أي بتلك الخطوة (درجة وبحط) أي يضع (عنه بها) بتلك الخطوة (سيئة) أي معصية من الصغائر (و) الله (لقد رأيتنا) أي رأيت أنفسنا معاشر الصّحابة مواظبين على الصَّلاة فيها (و) الحال أنه إمَّا يتخلف) أي ما يتأخر (عنها) أي عن الصَّلاة (إلَّا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل)