للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَلا تَرَاهُ قَدْ قَال: لَا إِلَهَ إلا اللهُ. يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ؟ " قَال قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَال: فَإِنَّمَا نَرَى وَجْهَهُ وَنَصِيحَتَهُ لِلْمُنَافِقِينَ. قَال: فَقَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "فَإِن اللهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَال: لا إِلَهَ إِلا اللهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ". قَال ابْنُ شِهَاب: ثُمَّ سَأَلْتُ الْحُصَينَ بْنَ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيَّ، وَهُوَ أَحَدُ بَنِي سَالِمٍ، وَهُوَ مِنْ سَرَاتِهِمْ، عَنْ حَدِيثِ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ. فَصَدَّقَهُ بِذَلِكَ

ــ

لا تقل في حقه ذلك القول (ألا تراه) أي ألم تر أيها القائل مالك بن الدخشن ولم تعلم أنه (قد قال لا إله إلا الله) حالة كونه (يريد) ويقصد (بذلك) القول (وجه الله) سبحانه وتعالى (قال) عتبان (قالوا) أي قال القوم الحاضرون (الله ورسوله أعلم) هل قاله صدقًا أو نفاقًا (قال) الرجل القائل: إنه منافق (فإنما نرى) أي ولكن إنما نرى (وجهه) وإقباله على المنافقين لا على المؤمنين (و) نرى (نصحيته للمنافقين) لا للمؤمنين (قال) عتبان (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن الله) سبحانه (قد حرم على النار) دخولًا أو دومًا (من قال لا إله إلا الله) مع عديلتها محمد رسول الله، حالة كونه (يبتغي) ويطلب (بذلك) القول (وجه الله) سبحانه ورضاه لا نفاقًا ولا رياءً ولا اتقاءً من السيف (قال ابن شهاب) بالسند السابق (ثم) بعد ما سمعت هذا الحديث من محمود بن الربيع (سألت الحصين) مصغرًا (بن محمد الأنصاري) السالمي -بكسر اللام- نسبة إلى سالم بن عوف بطن من الأنصار المدني (وهو أحد بني سالم) بن عوف (وهو) أي حصين بن محمد (من سراتهم) وساداتهم وأشرافهم، جمع سري بمعنى سيد وشريف وهو جمع نادر، أي سألته (عن حديث محمود بن الربيع فصدقه) أي فصدق الحصين محمودًا (بذلك) أي في ذلك الحديث، ولم يرو عن حصين بن محمد هذا الحديث غير الزهري، وقال في التقريب: صدوق الحديث، من الثانية، لم يرو عنه غير الزهري، ويروي عنه (خ م).

وفي هذا الحديث أنه أباح له الصلاة في بيته لتحقيق عذره، ولأن مثل هذا لا يقدر على الوصول إلى المسجد مع الأمطار وسيل الوادي وكونه أعمى، وهذا بخلاف عذر الأعمى الذي في حديث أبي هريرة المتقدم إذ قال له: لا أجد لك رخصة، وقد تقرر الإجماع المتقدم على أن من تحقق عذره أبيح له التخلف عن الجماعة والجمعة، وسيأتي ذلك إن شاء الله تعالى. وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته أحمد [٤/ ٤٤] والبخاري [٦٤٢٢] والنسائي [٢/ ٨٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>