للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَصَلَّى بِلالٌ مَا قُدِّرَ لَهُ. وَنَامَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابُهُ. فَلَمَّا تَقَارَبَ الْفَجْرُ اسْتَنَدَ بِلالٌ إِلَى رَاحِلَتِهِ مُوَاجِهَ الْفَجْرِ. فَغَلَبَتْ بِلالًا عَينَاهُ وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى رَاحِلَتِهِ، فَلَمْ يَسْتَيقِظْ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - وَلا بِلالٌ وَلا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى ضَرَبَتْهُمُ الشَّمْسُ. فَكَانَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - أَوَّلَهُمُ اسْتِيقَاظًا، فَفَزِع رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - فَقَال: "أَي بِلالُ"! فَقَال بِلالٌ: أَخَذَ بِنَفْسِي

ــ

كان من النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن طلبوا ذلك منه كما قال البخاري: إنهم طلبوا التعريس منه، فقال: أخاف أن تناموا، فقال بلال: أنا أوقظكم، فحينئذ عرس بهم ووكل بلالًا بحفظ الفجر (فصلى بلال ما قدر له) من صلاة الليل (ونام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه) متكلين على حراسة بلال الليل (فلما تقارب الفجر) أي قرب طلوعه (استند بلال) أي نعس بلال وأسند ظهره (إلى راحلته) أي دابته، حالة كونه (مواجه الفجر) أي مستقبلًا بوجهه إلى جهة طلوع الفجر وهو أفق الشرق (فغلبت بلالًا عيناه) أي غلب النوم عينيه، وهذا كناية عن النوم؛ أي نام من غير اختيار (وهو) أي والحال أن بلالًا (مستند) بظهره (إلى راحلته فلم يستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا بلال ولا أحد من أصحابه) - صلى الله عليه وسلم - (حتى ضربتهم الشمس) أي حرارتها وأيقظتهم أي أصابتهم ووقع عليهم حرها، قال القاضي: فيه جواز النوم قبل الصلاة وإن خشي الاستغراق حتى يخرج الوقت لأنها لم تجب بعد (فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولهم) أي أول الأصحاب (استيقاظا) أي تيقظًا من النوم، قال الطيبي: استيقاظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل الناس إيماء إلى أن النفوس الزكية وإن غلب عليها في بعض الأحيان شيء من الحجب البشرية لكنها عن قريب ستزول وأن كل من هو أزكى كان زوال حجبه أسرع (ففزع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) -بكسر الزاي المعجمة وعين مهملة -أي فجع من استيقاظه وقد فاتته الصبح، وقال الخطابي: معناه انتبه من نومه، يقال فزعت الرجل من نومه إذا أيقظته ففزع أي نبهته فانتبه (فقال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أي بلال) كذا عند أكثر الرواة بأي التي للنداء، وعند العذري والسمرقندي "أين بلال" بأين الظرفية، وفي رواية أبي داود "يا بلال" والعتاب محذوف أو مقدر أي لم نمت حتى فاتتنا الصلاة (فقال بلال) معتذرًا عن نومه (أخذ) وقبض (بنفسي) وروحي

<<  <  ج: ص:  >  >>