للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَأَتَيتُهُ فَدَعَمْتُهُ. فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَال: "مَنْ هَذَا؟ " قُلْتُ: أَبُو قَتَادَةَ. قَال: "مَتَى كَانَ هَذَا مَسِيرَكَ مِنِّي؟ " قُلْتُ: مَا زَال هَذَا مَسِيرِي مُنْذُ اللَّيلَةِ. قَال: "حَفِظَكَ اللهُ بِمَا حَفِظْتَ بِهِ نَبِيَّهُ" ثُمَّ قَال: "هَلْ تُرَانَا نَخْفَى عَلَى النَّاسِ؟ " ثُمَّ قَال: "هَلْ تَرَى مِنْ أَحَدٍ؟ " قُلْتُ: هَذَا رَاكِبٌ. ثُمَّ قُلْتُ: هَذَا رَاكِبٌ آخَرُ. حَتَّى اجْتَمَعْنَا فَكُنَّا سَبْعَةَ رَكْبٍ. قَال: فَمَال رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - عَنِ الطَّرِيق. فَوَضَعَ رَأْسَهُ. ثُمَّ قَال: "احْفَظُوا عَلَينَا صَلاتَنَا". فَكَانَ أَوَّلَ مَنِ اسْتَيقَظَ

ــ

ابن الأثير: هو مطاوع جفله إذا طرحه وألقاه اهـ؛ أي حتى قارب أن ينقلب ويقع، ومنه ما جاء في الحديث "إن البحر جفل سمكًا أي ألقاه فرمى به" ذكره الهروي (فأتيته فدعمته) أي أقمت ميله (فرفع رأسه) إلى (فقال من هذا) الذي دعمني (قلت) أنا (أبو قتادة) قال النواوي: فيه أنَّه إذا قيل للمستأذن ونحوه: من هذا يقول فلان باسمه، وأنه لا بأس أن يقول أبو فلان إذا كان مشهورًا بكنيته (قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (متى كان هذا) السير جنبي (مسيرك مني) أي في أي وقت كان سيرك جنبي مسيرك مني، أي سيرك معي، قال أبو قتادة (قلت) له (ما زال هذا) السير جنبك (مسيري) أي سيري معك (منذ الليلة) أي في هذه الليلة (قال) لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (حفظك الله) سبحانه يا أبا قتادة (بما حفظت به نبيه) أي بسبب حفظك نبيه، والباء الأولى سببية، والثانية مع الضمير زائدة إن قلنا ما مصدرية أو للتعدية، والضمير عائد على ما إن قلنا ما موصولة؛ أي بسبب الحفظ الذي حفظت به نبيه، وفيه أنَّه يستحب لمن صنع إليه معروف أن يدعو لفاعله (ثمَّ قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (هل ترانا) بضم التاء؛ أي هل تظن أنا (نخفى على الناس، ثمَّ قال: هل ترى من أحد؟ قلت) نعم (هذا راكب، ثمَّ قلت: هذا راكب آخر) فجاء الناس إلينا (حتى اجتمعنا) مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (فكنا سبعة ركب) جمع راكب، كصحب وصاحب (قال) أبو قتادة (فمال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الطريق فوضع رأسه) على الأرض، وهذا الفعل منه - صلى الله عليه وسلم - مثل قوله "إذا عرستم فاجتنبوا الطريق فإنَّه مأوى الهوام" رواه مسلم وأبو داود والترمذي من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - (ثمَّ قال) لمن عنده (احفظوا علينا صلاتنا) أي وقتها يعني الصبح، فنام ونمنا واستغرقنا في النوم حتى طلعت الشمس (فكان أول من استيقظ) وانتبه منا، بنصب أول على أنَّه خبر كان مقدم على اسمها وهو

<<  <  ج: ص:  >  >>