قوله (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) بالرفع على أنَّه اسمها مؤخر أي فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -أول من استيقظ منا (والشمس) أي والحال أن الشمس مشرقة (في ظهره) بضوئها (قال) أبو قتادة (فقمنا) أي انتبهنا من النوم حالة كوننا (فزعين) أي فجعين حزنين لفوات الصلاة إيانا (ثمَّ قال) لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (اركبوا) رواحلكم (فركبنا) رواحلنا (فسرنا حتى إذا ارتفعت الشمس نزل) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن راحلته ونزلنا معه (ثمَّ دعا) وطلب (بميضأة كانت معي فيها شيء) قليل (من ماء) والميضأة -بكسر الميم وبهمزة بعد الضاد- وهو الإناء الذي يتوضأ به كالركوة، وفي المصباح الميضأة -بكسر الميم مهموز ويمد ويقصر- المطهرة يتوضأ منها اهـ (قال) أبو قتادة (فتوضأ منها) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (وضوءًا دون وضوء) أي توضأ وضوءًا خفيفًا مقتصدًا في الإسباغ المعتاد لقلة الماء، ونقل القاضي عياض عن بعض شيوخه أن المراد توضأ ولم يستنج بماء بل استجمر بالأحجار، وهذا الذي زعمه هذا القائل غلط ظاهر والصواب ما سبق اهـ لأنَّ الاستجمار لا يطلق عليه وضوء عرفًا ولا لغة لأنه لا نظافة فيه بالغة، ولما روى أبو داود في هذه القصة من حديث ذي مخبر الحبشي خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّه - صلى الله عليه وسلم - توضأ وضوءًا لم يبتل منه التراب رواه أحمد [٤/ ٩١] وأبو داود [٤٤٥].
(قال) أبو قتادة (وبقي فيها) أي في الميضأة (شيء) قليل (من ماء، ثمَّ قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي قتادة احفظ علينا) أي احفظ لنا (ميضأتك) هذه (فسيكون لها) إن شاء الله تعالى (نبأ) عظيم وشأن عجيب، هذا علم من أعلام النبوة، وسيأتي بيانه إن شاء الله تعالى، قال الراغب: النبأ خبر ذو فائدة عظيمة اهـ (ثمَّ) أمر بلالًا بالأذان فـ (أذن بلال بالصلاة فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين) سنة الفجر (ثمَّ) أمر بلالًا بالإقامة فأقام فـ (صلى) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة (الغداة) أي