عمران (فكان أول) بالنصب (من استيقظ منا أبو بكر) الصديق - رضي الله عنه - (وكنا) معاشر الصحابة (لا نوقظ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - من منامه) أي من نومه (إذا نام حتى يستيقظ) هو بنفسه، قال العلماء: كانوا يمتنعون من إيقاظه - صلى الله عليه وسلم - لما كانوا يتوقعون من الإيحاء إليه في المنام، ومع هذا فكانت الصلاة قد فات وقتها، فلو نام آحاد الناس اليوم وحضرت صلاة وخيف فوتها نبهه من حضره لئلا تفوته الصلاة اهـ نواوي (ثمَّ) بعد أبي بكر (استيقظ عمر) بن الخطاب - رضي الله عنه - (فقام) عمر (عند نبي الله - صلى الله عليه وسلم -) أي قربه (فجعل) عمر (يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) من نومه (فلما رفع) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (رأسه) من النوم (ورأى الشمس قد بزغت) أي طلع حاجبها (قال) للناس (ارتحلوا) بنا من هذا المكان (فسار بنا) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (حتى إذا ابيضت الشمس) أي اشتد بياضها وارتفعت (نزل) بنا (فصلى بنا الغداة) أي صلاة الصبح التي فاتتنا (فاعتزل رجل من القوم) أي تنحى وابتعد وانفصل رجل منا، حالة كونه (لم يصل معنا فلما انصرف) وفرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الصلاة (قال له) أي لذلك الرجل (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا فلان ما منعك) وحجزك (أن تصلي معنا؟ قال) الرجل (يا نبي الله أصابتني جنابة) ولا ماء معي كما في تيمم البخاري (فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) بالتيمم (فتيمم) الرجل (بالصعيد) أي بالتراب الطيب (فصلى) فائتة الصبح بالتيمم، قال عمران بن حصين (ثمَّ عجلني) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتشديد الجيم؛ أي أمرني بالتعجيل والإسراع وأكد في السير (في ركب) أي مع جماعة