للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَينَ يَدَيهِ، نَطْلُبُ الْمَاءَ. وَقَدْ عَطِشْنْا عَطَشًا شَدِيدًا. فَبَينَما نَحْنُ نَسِيرُ إِذَا نَحْنُ بِامْرَأَةٍ سَادِلَةٍ رِجْلَيهَا بَينَ مَزَادَتَينِ. فَقُلْنَا لَهَا: أَينَ الْمَاءُ؟ قَالتْ: أَيهَاهْ. أَيهَاهْ. لا مَاءَ لَكُمْ

ــ

من أصحابه (بين يديه) أي قدامه، حالة كوننا (نطلب الماء وقد عطشنا عطشًا شديدًا فبينما نحن) معاشر الركب (نسير) ونمشي لطلب الماء (إذا نحن) راؤون (بامرأة سادلة) مرسلة مدلية نازلة (رجليها) على المزادتين، وفي رواية للعذري سابلة بالباء بدل الدال، والصواب مسبلة رجليها على المزادتين المعروضتين من الإسبال وهو الإرسال، يقال أسبل إزاره إذا أرخاه على القدمين، حالة كونها راكبةً جالسةً (بين مزادتين) أي قربتين عظيمتين معروضتين على جنبي الراحلة، تثنية مزادة، والمزادة القربة الكبيرة التي تحمل على الدابة، ثنتاها حمل بعير سميت بذلك لأنه يزاد فيها جلد من غيرها لتكبر وتتسع، قال عمران (فقلنا لها: أين الماء؟ قالت: أيهاه أيهاه) هكذا هو في الأصول، وهو بمعنى هيهات هيهات، ومعناه البعد عن المطلوب واليأس منه كما قالت بعده (لا ماء لكم) أي ليس ها هنا ماء قريب لكم، وفي بعض الهوامش قولها أيهاه أيهاه بمعنى هيهات هيهات أي بعد الماء عنكم ليس قريبًا لكم، والثاني توكيد لفظي للأول، قالوا: أيهاه لغة في هيهات، وهي كلمة تبعيد مبنية على الفتح لأنها من أسماء الأفعال، وبعض الناس يكسرونها، فمن فتح التاء وقف عليها بالتاء، ومن كسرها وقف عليها بالهاء كما في الصحاح والنهاية. قال القرطبي: قوله (أيهاه أيهاه) روي هنا بالهمزة في أولهما وبالهاء في آخرهما، وتروى بالتاء أيضًا في آخرهما وهي هيهات المذكورة في قوله تعالى: {هَيهَاتَ هَيهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ} [المؤمنون: ٣٦] أبدلت الهاء همزة ومعناهما البعد، والهاء في آخرهما للوقف، وقيل هي مركبة من (هَي) للتأسف و (هاه) للتأوه، فقلبت الهاء في الوصل تاء ثمَّ حركت بالفتح والضم والكسر، وقد قرئ بها في قوله تعالى: {هَيهَاتَ هَيهَاتَ} وهي اسم من أسماء الأفعال فتارة تقدر ببعد الذي هو الماضي كما في قول الشاعر:

فهيهات هيهات العقيق وأهله ... وهيهات خل بالعقيق نواصله

أي بعد العقيق، وتارة تقدر ببعد الذي هو المصدر كما قيل في قوله تعالى: {هَيهَاتَ هَيهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ} [المؤمنون: ٣٦] أي بعدًا بعدًا للذي توعدون هو حكاية عن قول الكفار اهـ من المفهم

<<  <  ج: ص:  >  >>