(قلنا) لها (فكم) قدر المسافة (بين أهلك وبين الماء؟ قالت) المرأة: مسافة ما بيننا وبين الماء (مسيرة يوم وليلة) أي مرحلتان (قلنا) لها (انطلقي) أي اذهبي بنا (إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: وما رسول الله؟ فلم نملكها من أمرها شيئًا) أي لم نخلها وشأنها حتى تملك أمرها (حتى انطلقنا) وذهبنا (بها) إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (فاستقبلنا بها) أي أتينا بها (رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألها) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الماء كما سألناها (فأخبرته) - صلى الله عليه وسلم - (مثل) الخبر (الذي أخبرتنا) با (وأخبرته) - صلى الله عليه وسلم - أيضًا (أنها موتمة) -بضم الميم وكسر التاء- على صيغة اسم الفاعل، أي ذات أيتام توفي عنها زوجها وترك أولادًا صغارًا، كما يفسره قولها (لها صبيان أيتام) ويقال موتم أيضًا بلا تاء (فأمر) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (بـ) إناخة (راويتها) أي جملها، والراوية عند العرب هي الجمل الذي يحمل الماء، والهاء للمبالغة كما في المصباح، وأهل العرف قد يستعملونه في المزادة استعارة والأصل البعير (فأنيخت) الراوية أي أبرك جملها (فمج) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي بزق (في العزلاوين) أي طرح بزاقه المبارك من فمه فيهما بعد فتحهما، وهما تثنية عزلاء بوزن حمراء، ويجمع على العزال بكسر اللام، والعزلاء بالمد فم المزادة الأسفل الذي يفرغ منه الماء بكثرة، ويطلق أيضًا على فمها الأعلى كما هو المراد هنا لأنه قيده بـ (العلياوين) تثنية علياء بوزن حمراء أيضًا مؤنث الأعلى (ثمَّ) بعد ما مج في العزلاوين (بعث) أي حرك وأقام (براويتها) أي بجملها (فشربنا) من مائها (ونحن أربعون رجلًا عطاش) بكسر العين جمع عطشان، صفة أربعون، ورجلًا تمييزٌ له، أي شربنا من ذلك الماء (حتى روينا) أي شبعنا من الماء، وهو بفتح الراء وكسر الواو بوزن رضينا (وملأنا) أي عبينا منه (كل قربة معنا) والقربة -بكسر القاف وسكون الراء- إناء الماء متخذ من